رئيس التحرير
عصام كامل

عبد الوهاب مطاوع يكشف الخلطة السحرية للسعادة.. أبرزها الفضفضة

الصحفي عبد الوهاب
الصحفي عبد الوهاب مطاوع

كل منا في حياته أنواع من المشاكل التي تستحق الاهتمام ومنها مشاكل العلاقات الإنسانية والمشاكل الزوجية وعلاقة الآباء بالأبناء ومشكلات الحب والخيانة وغيرها.. ومن هنا كان باب بريد الجمعة الذي أشرف عليه الصحفي عبد الوهاب مطاوع - يمر اليوم ذكرى رحيله في 2004 - ويتولى فيه الرد على هذه المشاكل التي يبعث بها القراء مطالبين بوضع حلول لها.

 


والأستاذ مطاوع من المؤمنين بأن الفضفضة تريح النفوس لكنها يجب أن تمارس مع مصدر الثقة، وعن الفضفضة وأهميتها يقول:

 

الآن انتشرت الانعزالية الاجتماعية وتقوقع الإنسان بداخله، والمنطق المادي أصبح يطرح هذا الافتراض وهو: ماذا أستفيد من الجلوس مع شخص آخر يفرغ همومه ورواسبه النفسية في وجهي فترهقني وتزيدني هما على هم ، وقد أخسر ساعتين من وقتي كان من الممكن أن أستفيد بهما في أي شيء آخر.


لكن المنطق المثالي الذي يعمل على المحافظة على الصحة النفسية وتحقيق الأمن النفسي في المجتمع يفرض علينا واجب المشاركة الوجدانية.


فالأخذ والعطاء هما قطب الحياة، والأخذ فقط يهبط بإنسانية المجتمع ككل، والإنسان لن يحصل على حب الناس واهتمامهم ما لم يضحِّ في سبيلهم ببعض من وقته واهتمامه.


واذا لم يجد الإنسان من يتحدث إليهم فليسجل همومه على الورق أو على شريط تسجيل، وفي كل الأحوال تهزم الهموم بخروجها من مكانها إلى الهواء الطلق.. وهذا ما يفعله كل طفل فالأطفال سعداء لأنهم يعبرون عن مشاعرهم بتلقائية لا تضع اعتبارا للقيود الاجتماعية التي تلتف حول أعناقنا.


وحين بدأت عملي في بريد الجمعة كانت نسبة 90 % من الخطابات من السيدات ثم تغيرت النسبة الآن فأصبحت 60 % من السيدات ، 40% من الرجال ، فالمرأة وعلى الرغم من أنها أكثر قدرة وأشد احتمالا للألم.. لكنها تتحدث أكثر من الرجل عن هذا الألم وهي بذلك أكثر توازنا من الرجل.

 

الأزهر: إفشاء الأسرار الزوجية أمر محظور وقد يؤدي إلى الطلاق


لكن على الرغم من أهمية الصداقة الحقيقية في حياتنا ، والفضفضة مع أهل الثقة فالأسرار التي يترتب على شيوعها أذى للنفس أو للغير يجب أن تصان ، ولا نصرح بها إلا لمن نثق بهم ثقة تامة ، لأن الشك المستمر في الآخرين من أهم أسباب عدم الحوار والمصارحة ، فنحن نتوقع الشر دائما قبل أن نتوسم الخير والصدق في علاقاتنا مع الناس ، والإنسان يكون سعيدا إذا كان في حياته صديق أو اثنان على الأكثر.


الجريدة الرسمية