بعد انفجار بيروت.. 7 كوارث فجعت البشرية بسبب "نترات الأمونيوم"
تسببت مادة نترات الأمونيوم في دمار نصف بيروت بعد انفجار مرفأ بيروت، الذي أسفر عن مقتل 100 شخص وإصابة الآلاف وخسائر بمليارات الدولارات.
وقال رئيس الحكومة، حسان دياب، عقب الاجتماع الطارئ للحكومة: "لن أرتاح حتى نجد المسؤول عمَّا حصل لمحاسبته وإنزال أشد العقوبات به".
وتابع: "من غير المقبول أن تكون شحنة من نترات الأمونيوم تقدَّر بـ2750 طنًا موجودة منذ 6 سنوات في مستودع دون اتخاذ إجراءات وقائية، معرضة سلامة المواطنين للخطر".
وخلال السطور التالية نستعرض كوارث فجعت البشرية بسبب "نترات الأمونيوم"..
ما هي نترات الأمونيوم؟
هي مادة كيميائية لها الصيغة "NH4 NO3"، وتكون على شكل بلورات عديمة اللون تتسيل بسهولة لدى تماسها مع الهواء، وهي مادة شائعة الاستخدام في الأسمدة الزراعية، بسبب محتواها العالي من الآزوت.
وعلى الرغم من خطورة التعامل مع مادة نترات الأمونيوم إلا أنها كثيرًا ما تستخدم في الأسمدة لتحسين محتوى النيتروجين فيها، خاصة أن تلك المادة مستقرة نسبيًا في معظم الظروف المناخية؛ وغير مكلفة في التصنيع، وهو ما يجعلها البديل الكيميائي الشائع لمصادر النيتروجين الأخرى الأكثر تكلفة.
وتعتبر نترات الأمونيوم مركبًا شديد الانفجار يستخدم في تصنيع القنابل والمتفجرات التي تستخدم في المناجم وهذا لسهولة اشتعالها لوجود الأكسجين الوفير في جزيئاتها.
وقالت أستاذة الكيمياء بجامعة رود آيلاند، جيمي أوكسلي، والتي أجرت دراسات عن اشتعال مادة نترات الأمونيوم: "من الصعب جدًا إشعالها، كما أنه ليس من السهل تفجيرها"، بحسب وكالة "فرانس برس".
وأشارت جيمي إلى أن نترات الأمونيوم أصبحت ضرورية للزراعة والبناء، مضيفة: "نحن بحاجة إليها، ولكن يجب توخي الحذر فيما نستخدمه".
وفقًا لوزارة الزراعة الفرنسية، لا يمكن إحداث انفجار باستخدام هذه المادة إلا عبر التماس مع مادة غير متوافقة أو مصدر شديد للحرارة.
أوباو الألمانية
أول حادثة مسجلة في التاريخ لهذا المركب، كانت بمصنع "بي أي أس أف" في أوباو، ألمانيا، وأسفرت عن مقتل 561 شخصًا عام 1921.
وانفجر حوالي 4500 طن من خليط من سلفات الأمونيوم ونترات الأمونيوم المخزنة في صومعة برج في مصنع باسف في أوباو، وهو الآن جزء من لودفيجسهافن، مما أسفر عن مقتل 500 - 600 شخص وإصابة حوالي 2000 آخرين.
وبدأ المصنع في إنتاج كبريتات الأمونيوم في عام 1911، ولكن خلال الحرب العالمية الأولى عندما كانت ألمانيا غير قادرة على الحصول على الكبريت الضروري، بدأت في إنتاج نترات الأمونيوم.
انفجارات
فرنسا
ومن ضمن
تلك الانفجارات، انفجار مصنع AZF بمدينة
تولوز الفرنسية عام 2001.
وقبل
عشرين عامًا، في 21 سبتمبر 2001، انفجر فجأة نحو 300 طن من نترات الأمونيوم بكميات
كبيرة في مخرن بمصنع AZF الكيميائي،
في الضواحي الجنوبية لمدينة تولوز الفرنسية، وتسبب الحادث في مقتل 31 شخصًا وإصابة
2500 آخرين، وسمع دوي الانفجار على بعد مسافة نحو 80 كيلو مترًا حول المدينة.
وكان سبب الكارثة هو خلط نترات الأمونيوم مع ديناميت بطريقة خاطئة، وهو ما تسبب في انفجار نحو 4500 طن من المزيج القاتل.
ويعادل
الانفجار 20 - 40 طنًا من مادة TNT، أي بقوة 3.4 على
مقياس ريختر للزلازل، وتجاوزت الأضرار التي دفعتها شركات التأمين 1.5 مليار يورو.
وبالرغم
من أن السلطات الفرنسية تعاملت في البداية مع الحادث على أنه حادث عادي، فإن وزير
البيئة آنذاك قال إن الانفجار ربما كان "هجومًا إرهابيًا" في أعقاب
هجمات 11 سبتمبر.
اعتقدت
الشرطة في البداية أن خمس قنابل على الأقل انفجرت في وقت واحد، ولا يزال هناك جدل
حول العدد الدقيق للانفجارات.
وفي عام
1947، اهتزت مدينة بريست الفرنسية إثر انفجار سفينة الشحن النرويجية أوشن ليبرتي
التي كانت محملة بالمادة.
انفجار
تكساس
وأدى
انفجار رهيب في مصنع "ويست فيرتلايزر" للأسمدة في بلدة ويست غرب تكساس
إلى مقتل 15 شخصًا في عام 2013، حيث انفجر مخزون من نترات الأمونيوم في حادث
متعمد وشكَّك المحققون في غياب معايير التخزين.
وفي 16 أبريل
من عام 1947، كانت مدينة تكساس الأمريكية على موعد مع كارثة بعد تعرضها لحادث
صناعي وقع في سفينة فرنسية كانت ترغب بالوقوف عند أحد الأرصفة في موانئ مدينة
تكساس، وشهدت السفينة حريق في حمولتها البالغة 2300 طن من مادة نترات
الأمونيوم.
وكانت البداية من هذه السفينة حيث اندلعت شرارة الانفجار الذي أودى بحياة المئات وأصاب الآلاف بإصابات بالغة، وبذلك تعتبر حادثة مدينة تكساس من أكبر الكوارث غير النووية التي حدثت في العالم.
وإجمالي الخسائر نتيجة الحريق والانفجار كبير، إذ قدِّرت الأضرار المادية في الممتلكات بحوالي مائة مليون دولار، وقدِّرت خسائر النفط المحترق ومشتقاته بحوالي 500 مليون دولار.
وتدمرت عدة مصانع كبيرة
منها مصنع لصناعة المطاط يتكون مبناه من خمسة طوابق، بالإضافة إلى مصانع مواد
كيميائية قريبة من الموقع، وتم طمس وتضرر أكثر من 1100 مركبة و632 سيارة شحن،
وسجلت الاصابات والجروح بأكثر من 5000 شخص وتم تسجيل المصابين بحوالي 1784 إصابة
في 21 مستشفى ومركزًا طبيًا في المنطقة، ومن ضمنهم 581 قتيلًا.
وفي 19 أبريل 1995، فجّر رجل عبوة وزنها طنان من السماد أمام مبنى فيدرالي اتحادي في مدينة أوكلاهوما، ما أسفر عن مقتل 168 شخصًا.
قطار كوريا الشمالية
انفجرت عربات قطار محملة بنترات الأمونيوم في مدينة رينجشون بكوريا الشمالية، عام 2004، متسببة في سقوط 154 قتيلًا وإصابة أكثر من 1200 شخص، وتدمير ما يزيد على 8000 منزل في المدينة.
كارثة الصين
في عام 2015 بمدينة تيانجين الساحلية الصينية، انفجرت 800 طن من نترات الأمونيوم، يقال إنها كانت في مستودع البضائع الخطرة بالميناء، متسببة في مقتل 173 شخصًا وتدمير منطقة بأكملها.