53 عامًا من التوحش الاستيطاني.. كيف تدرج الاحتلال في نهب أراضي فلسطين؟
يمر اليوم 53 عامًا على احتلال الكيان الصهيوني للقدس الشرقية وهي الخطوة التي كانت نقطة البداية لمزيد من ابتلاع أراضي فلسطين وصولًا لمشروع الضم الصهيوني الذي ترعاه واشنطن تحت مسمى صفقة القرن الأمريكية.
على مدى سنوات منذ عام 1967 وهو تاريخ احتلال القدس الشرقية اقتطعت إسرائيل المزيد والمزيد من الأراضي الفلسطينية لتغير شكل فلسطين على الخريطة لدرجة أن جوجل قام قبل نحو أسبوعين بخطوة غريبة وهي إخفاء اسم فلسطين من خرائط جوجل، وهي الخطوة التي أثارت ردود فعل عربية غاضبة، ومطالبات لمحرك البحث العالمى بالتراجع عن هذا الإجراء.
خريطة جوجل
ورغم أن جوجل بررت عدم وجود فلسطين على خرائطها بالسعي إلى عرض المناطق المتنازع عليها بموضوعية باستخدام خط حدودي رمادي منقط"، قائلة: "لم يتغير نهجنا فى تصوير المناطق على الخرائط، حيث تحصل "جوجل" على المعلومات من المنظمات ومصادر رسم الخرائط عند تحديد كيفية تصوير الحدود المتنازع عليها"، ولكن تعد الخطوة إشارة إلى ما آلت إليه الأوضاع في فلسطين وكيف أنها تآكلت بشكل كبير على الخريطة حتى أصبحت أقرب إلى التشبيه الذي يقول أنه أصبحت تشبه الجبنة السويسرية على الخريطة.
مع العلم أن محاولات إسرائيل لاقتطاع الأراضي بدأت قبل عام 1967 بل وحتى قبل قيام الدولة ولكن التحرك الفعلي كان في 1967 حيث احتلت خلال حرب عام 1967 كامل أراضي فلسطين التاريخية، وهجرت 300 ألف آخرين من سكانها من منازلهم ولا يزال الوضع على ما هو عليه حتى اللحظة بل ازداد سوءا.
مراحل التطور
في إطار مراحل التطور تم بعد ذلك سحب مزيد من الأراضي وتم تقسيم الضفة إلى 3 مناطق منطقة (أ) بنحو 3% من مساحة الضفة الغربية وتمددت حتى عام 1999 لتصل إلى 18% منها، ومناطق (ب) التي تمثل 22% من مساحة الضفة الغربية. وفي حين تتولى السلطة الفلسطينية شؤون الصحة والتعليم وإدارة الاقتصاد في كلتا المنطقتين، تركت السيطرة الأمنية الخارجية فيهما لـ إسرائيل، وكذلك مناطق (ج) التي تمثل 60% من مساحة الضفة الغربية. وقد نص اتفاق أوسلو على تسليمها للسلطة الفلسطينية لكن إسرائيل احتفظت بدلا من ذلك بسيطرتها الكاملة عليها بما في ذلك شؤون الأمن والتخطيط والبناء ولم تسلمها أبدًا إلى السلطة الفلسطينية.
مخطط الضم
وجرى العديد من المحاولات الإسرائيلية لتشويه خريطة فلسطين وصولا إلى مخطط الضم الذي في حال تم تنفيذه فإن قيام كيان فلسطيني مهما كان الاسم سيصبح عملية مستحيلة وسيكون هذا الكيان في حال قيامه عبارة عن حديقة خلفية للاقتصاد الإسرائيلي.
ويرى معهد أريج للبحوث التطبيقية أن مساحة الأراضي التي سوف يتم قضمها من أراضي الضفة استنادا لصفقة القرن، وضمها لإسرائيل تصل الى 1812 كيلومتراً مربعاً، وتتضمن منطقة العزل الشرقية: أراضي الأغوار والأراضي المحاذية للبحر الميت ومنطقة العزل الغربية وهي الأراضي الواقعة بين جدار الفصل العنصري والخط الأخضر بما في ذلك غرب القدس والمعازل الاستيطانية في ممرات الربط بين شرق وغرب الضفة.