رئيس التحرير
عصام كامل

هل الحلف المصري السعودي صمام الآمان ضد مغامرات أردوغان في المنطقة

مصر والسعودية
مصر والسعودية

اتهامات متزايدة، كتابات من كل البلدان العربية، تعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، العدو الأول لاستقرار المنطقة، بعد ‏إصراره على وضع بذور خلافة استعمارية تريد إعادة المجد العثماني ولكن على أنقاض البلدان الممزقة بفعل الحروب والصراعات ‏الأهلية، ما استدعى خلق أحلاف عربية من محور الاستقرار للتصدي للعبث التركي، وآخرهم الحلف المصري السعودي.‏


قال محمد صبح، الباحث والمحلل السياسي، إن سياسة أردوغان العدائية ترسخ الكراهية بين أنقرة والعرب، وخاصة أنه يحاول بكل ‏الطرق تقويض أمنه واستقراره، الأمر الذي فرض على مصر والسعودية التدخل بمنتهى القوة والحسم لحماية أمن المنطقة. ‏


وأوضح صبح أن أردوغان يكاد يتحكم بالقرار في أربع عواصم، ولهذا اتجه إلى الاعتماد على الخيار العسكري ضد من يعارضه، ‏فأنشأ قواعد عسكرية في الصومال وقطر، ولكن أحبطت مساعيه لإنشاء قاعدة ثالثة في جزيرة سواكن السودانية بعد الإطاحة بعمر ‏البشير.‏


وأشار الباحث إلى أن "أردوغان" يتدخل في ليبيا، وينقل إليها معدات عسكرية وأفرادًا من جيشه ومرتزقة، بعد تفاهمات مع حكومة ‏الوفاق، التي تمثل جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا.‏


واختتم: الوجود العسكري الدائم لتركيا في ليبيا، يهدد الأمن القومي العربي، وفي القلب منه مصر والسعودية التي أصبح يطوقهما ‏بوجوده العسكري، ولن يسمحا له بذلك.‏

 

أما رامي العلي، الكاتب والمحلل السياسي، فيرى أن الدول العربية أصبحت تعلم جيدا مخاطر المغامرات الأردوغانية، وليسوا وحدهم ‏بل إن ‏المجتمع الدولي بغالبيته يدرك ذلك.‏


وأشار العلي إلى أن العالم أصبح يتبنى الرؤية العربية التي تمت صياغتها بين مصر والسعودية، وظهرت في مبادرة القاهرة، ‏لافتا ‏إلى أن مواقف البلدين واضحة للغاية في دعم الحل السياسي وانسحاب كافة القوات الأجنبية على رأسها التركية وتفكيك ‏الميليشيات ‏الإرهابية والبحث عن حل سياسي متفق عليه بين الأطراف الليبية.‏


وأكد الباحث أنه بالرغم من الوضع السيئ الذي تعيشه المنظومة العربية، إلا أن الوضع كان يمكن أن يكون أسوأ لولا حرص ‏الرياض ‏والقاهرة على إنقاذ ما يمكن إنقاذه ومواجهة النفوذ التركي المتزايد.

 

وأشار إلى أن العالم العربي لديه نظامه وقراره ‏ومصالحه ‏الإستراتيجية ومعايير أمنه القومي، وكل تلك المغامرات سيتم دفع ثمنها ‏غالياً طال الزمان أم قصر، على حد قوله. ‏

الجريدة الرسمية