ذكريات الجهل اللذيذ!!
ندهتني نداهة الماضي مثل أي منا يمر بيوم عيد أو بمناسبة تذكره بما كان ، عندما كان هذا الذي كان بريئا ومدهشا ورائعا ،عندما كنا بلا مسئولية ودون حقائق تطرحنا أرضا بين عالم من الجنون يحيط بنا من كل جانب.
في يوم العيد يمر
شريط الذكريات على كل ابتسامة بريئة وضحكة كان صوتها يجلجل في المحيط الهادر بالحب أو هكذا كنا نتصور ، كل يوم مضى يصبح في عالمنا العربي ذكرى جميلة تشدك من حاضر كئيب
، حاضر تندثر فيه أمة كانت حتى وقت قريب تبيع الوهم لأبنائها.
يوليو.. ملائكة وشياطين
كنا نمضغ حاضرا حيا، حاضرا يرسم لنا ملامح مستقبل واعد، هكذا كانوا يقولون لنا في وسائل إعلام أحادية الطرح
والرسالة ولا رسالة غير تلك التي كانوا يبثونها ليل نهار.
كبرنا وكبرت معنا
أحلام لا أساس لها وأفقنا على عواصم ترقص على جثث الشباب المتساقط بفعل احتلال جديد
يشارك فيه ويسهم في إشعال نيرانه أشخاص منا يحملون نفس لون البشرة، أنجبنا عيالا
لنحمل همومهم، لنفكر في مستقبلهم الغامض ، ولنبحث لهم عن أوطان بديلة ، أوطان تمنحهم
قدرا من الأمل في الحياة.
ونداهة الماضي تشدنا إلى أكاذيب حلوة عندما كنا نذاكر تجارب التحرر الوهمية باعتبارها خلاصا من عدو غاشم
سرق قوتنا ونهب ثرواتنا لنفيق على محتل آخر يجثم على الصدور ويمارس نفس هوايات اللصوص
القدامى.
نكتشف يوما بعد يوم أن الماء الذي يداعب مخيلتنا ليس ماء، وأن الشراب الذي جرينا وراءه عمرا لم يكن في
يوم من الأيام ماء، وأن ظاهرة مصادرة الحريات كانت وراء انكسار الضوء، وأن القادم ليس
سوى طريق طويل من وهم مطاردة الماء.
علموا أولادكم كراهية الصهيونية
قالوا لنا سنجوع عقدا من الزمان، والقادم بعده رخاء ، وقالوا لنا إن الاستعمار هو من بددد ثرواتنا وإننا اصبحنا نملك المقود والزمام ، ليست سوى سنوات ويطل علينا النعيم من كل باب.
مضت سنين تأكلها
سنين وكلما أفقنا تسرب منا الحلم وأيقظ فينا كابوس الواقع الأليم، واقعا لايزال تحركه أياد غريبة وتغير السراب بسراب آخر وبدا كل شيء على غير حقيقته فنلوذ بهرب مبهر إلى
ماض لم يكن سوى أكذوبة.
إطلالة كئيبة على البار
حلوة هي الأكاذيب
التي نصدقها ونعيش فيها وعلى قدر حلاوتها تكون المرارة علقما كلما نضجنا وعرفنا، نعم
فبعض المعرفة ألم وبعض العلم رمح يدق سهمه في اللحم الحي ، ما أجمل أن يشدك ماضيك إلى جهل ممتع فكثير من الجهل مساحة من الراحة وبعض الاستفاقات منغصة!