د. أحمد عبد الرحمن يكتب: الإرهابيون الأوائل.. شيوخنا الجدد ( 2 )
قال الإرهابى
العتيق على صفحته: "أصل الحكاية.. شيخ الإسلام ابن تيمية فضح
جنكيزخان وبيَّن أنه ابن زنا.
قام أتباع
جنكيزخان حتى ينزهوا حاكمهم قالوا: هو غير البشر لا يجوز لزعيم مثله أن تحبل أمه
من بشر.. لأن أم جنكيزخان حبلت من الشمس.. منذ هذا اليوم وأولاد الشمس يسبون ابن
تيمية".!!.
وللرد عليه لابد
من ذكر عدة نقاط:
الأولى: أنه
يعتبر كل من سب ابن تيمية "أولاد شمس"، أى "أولاد زنا"، فهل يقول
بذلك عاقل أو صاحب دين وخلق؟! أي دين هذا يسمح له باتهام الناس فى أعراضهم، وتعميم
التهمة عليهم لأنهم فقط يسبون ابن تيمية؟! وإذا كان مَنْ سب ابن تيمية ولد زنا
فكيف بمن سمح لنفسه بأن يسب العشرات من العلماء، بل ويسب المئات والآلاف من
المسلمين؟! أليس من سب الكثير أولى بهذا الوصف ممن سبَّ رجلا واحدا؟!
الثانية: ليقل
لنا هذا الإرهابى رأيه وموقفه من هؤلاء العلماء الذين هاجموا ابن تيمية وسبوه،
وأصدروا ضده الفتاوى، والتى أنقلها له من مصدرها، على سبيل المثال، وإن كنت
أخالفهم فى بعض ما ذكروه، وأذكر منهم:
أ - ابن حجر الهيتمي الشافعي قال:
"ابن
تيمية عبد خذله الله وأضله وأعماه وأصمه وأذله، وبذلك صرح الأئمة الذين بينوا فساد
أحواله وكذب أقواله، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتفق على
إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد أبي الحسن السبكي وولده التاج والشيخ الإمام
العز بن جماعة، وأهل عصرهم وغيرهم من الشافعية والمالكية والحنفية، ولم يقصر
اعتراضه على متأخري الصوفية، بل اعترض على مثل عمر بن الخطاب وعليّ بن أبي طالب
رضي الله عنهما كما سيأتي، والحاصل أن لا يقام لكلامه وزن بل يرمى في كل وعر وحزن،
ويعتقد فيه أنه مبتدع ضال ومضل جاهل غال، عامله الله بعدله وأجارنا من مثل طريقته
وعقيدته وفعله.. وأخبر عنه بعض السلف أنه ذكر عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه في
مجلس آخر، فقال: إنَّ عليًّا أخطأ في أكثر من ثلاثمائة مكان، فيا ليت شعري من أين
يحصل لك الصواب إذا أخطأ عليّ بزعمك".
ب - ومما قاله
عنه ابن حجر العسقلاني في ترجمة طويلة في الدرر الكامنة: "ثم نسب أصحابه إلى
الغلو فيه واقتضى لـه ذلك العُجب بنفسه حتى زهى على أبناء جنسه واستشعر أنه مجتهد،
فصار يرد على صغير العلماء وكبيرهم قديمهم وحديثهم، حتى انتهى إلى عُمر فخطّأه في
شيء، فبلغ ذلك الشيخ إبراهيم الرقى فأنكر عليه فذهب إليه واعتذر واستغفر، وقال في
حق عليّ أخطأ في سبعة عشر شيئاً.
ومنهم (أي من
العلماء) من ينسبه إلى النفاق لقوله في عليّ ما تقدم ولقوله أنه كان مخذولاً حيثما
توجه، وأنه حاول الخلافة مراراً فلم ينلها وإنما قاتل للرياسة لا للديانة، ولقوله إنه
كان يحب الرياسة وإنّ عثمان كان يحب المال، ولقول أبو بكر أسلم شيخاً يدري ما
يقول وعليّ أسلم صبياً والصبي لا يصح إسلامه على قول..…".
وقال أيضا في "لسان
الميزان" واصفاً رد ابن تيمية على الحلي:
"لكنه ردَّ في ردِّه كثيرًا من الأحاديث
الجياد التي لم يستحضر حالة التصنيف مظانها لأنه كان لاتساعه في الحفظ يتكل على ما
في صدره والإنسان عامد للنسيان ، وكم من مبالغة لتوهين كلام الرافضي أدتـه أحياناً
إلى تنقيص عليّ رضي الله عنه".
ج - أما محمد بن محمد العلاء البخاري الحنفي فإنه "كان يُسأل عن مقالات ابن تيمية التي انفرد بها فيجيب بما ظهر له من الخطأ، وينفر عنه قلبه إلى أن استحكم ذلك عليه فصرّح بتبديعه ثم تكفيره، ثم صار يُصرح في مجلسه أن من أطلق على ابن تيمية أنه شيخ الإسلام فهو بهذا الإطلاق كافر …..".