رئيس التحرير
عصام كامل

مجلة أمريكية توضح كيفية انهيار الجيوش الكبرى

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

شهد العالم خلال القرن الماضي ظهور قوى عسكرية وانهيار أخرى لعدة أسباب يقول المؤرخون العسكريون إن أبرزها كان وجود خلل في فهم الجيوش لعقيدتها العسكرية بصورة عرضتها لتبعات كارثية.



وبحسب مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية، فإن التفكير العميق في طبيعة الحروب التي تخوضها الجيوش، يصنع فارقا كبيرا بين الجيوش، فهناك من لا يفكر مليا في حجم التحديات التي يواجهها.



وتابعت: "تعتمد الخطط الأمريكية لحروب المستقبل على خلق نوع جديد من الحروب التي لا يمكن تصنيفها ضمن الحروب النظامية الكبرى، وفي ذات الوقت يتم جر قوات عسكرية إليها دون أن يكون هناك هدف محدد لتلك القوات".



وأضافت: "الدفع بقوات عسكرية إلى جبهة قتال دون هدف محدد يجعلها أشبه برجل فاقد البصر يشارك في لعبة "هوكي الجليد".



وأكدت المجلة "هذا النوع من الحروب يجب أن يتم أخذه على محمل الجد، لأنه سوف يؤثر على كل شيء تفعله القوات المسلحة"، مضيفة: "في ظل المنافسة العسكرية الهائلة بين القوى العظمى، سيكون التفكير بصورة صحيحة هو أفضل وسيلة لامتلاك القوة العسكرية القادرة على حماية نفسها وأمتها.



التفكير العميق في حروب المستقبل


وفي عام 1973، قال المؤرخ العسكري البريطاني ميخائيل هوارد، إنه يجب على المخططين العسكريين ألا ينزعجوا عندما يتم طرح أفكار جديدة وغير تقليدية بشأن حروب المستقبل، مؤكدا أن تلك الحروب لن تكون أشبه بـ"ضربة حظ".


وتابع: "عندما تكون في عالم يوجد به العديد من القوى العسكرية والعوامل المتشابكة التي لا يمكن التنبؤ بها، إضافة إلى قوى لديها نفوذ ربما لا يتم اكتشافها قبل إطلاق الرصاصة الأولى، فإنه يجب أن يتم وضع كل ذلك في الحسبان.


وتابع المؤرخ العسكري البريطاني: "يمكن تحقيق نجاح عسكري في المستقبل عندما تتجنب الأشياء التي تجعل وضع قواتك سيئ جدا".


وأوضحت المجلة: "عندما يبدأ القتال تفعل الجيوش كل ما تستطيع فعله، لكن من يستعدون بطريقة أفضل يكونون أكثر قدرة على مواجهة المشكلات".


ويكون أفضل الجيوش هو من يبدأ الحرب بطريقة صحيحة ويستطيع أن يحمي نفسه في نهايتها، ولكنه من الضروري أن يكون لدى العسكريين مساحات غير رسمية توفر لهم المرونة اللازمة أثناء الحرب.


وأوضحت المجلة: "الحديث عن حروب المستقبل ظهر مع تغير نطاقات الهيمنة حول العالم، وهو ما جعل كل جيش يضع عقيدة عسكرية خاصة به"، مضيفة: "هذه العقيدة العسكرية لا تخبر الجنود بما يفعلونه، لكنها توفر لهم إطار يتم من خلاله التفكير في حجم التحديات التي تواجههم".


ويشمل ذلك التحديات التي تواجه القوات العسكرية فيما يتعلق بنطاق عملها الذي تحدده تلك العقيدة العسكرية، بداية من حجم قواتها ونوع عتادها العسكري وكيف يتم تنظيم القوات وتدريبها وخططها الحربية.


وتقول المجلة: "عندما يحدث خلل في العقيدة العسكرية للجيوش فإنه ستواجه عواقب كارثية"، مشيرة إلى أن السبب في ذلك الخلل ينتج عن الفهم الخاطئ لدورها ومهمتها الأساسية.


وتقول المجلة: "قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى، كانت فرنسا تتبنى مفهوم "الحروب المشتركة"، الذي يعتمد على مجموعة من الجيوش التي تعمل معا لخوض حروب المستقبل.


وتعتمد تلك الفكرة على أعداد هائلة من قوات المشاة التي تنفذ هجوم كاسحا على العدو، ولكن مع بداية الحرب استطاع الألمان أن يثبتوا فشل المفهوم الفرنسي للحرب بمدافعهم الرشاشة.


وعلى النقيض، ففي ثمانينيات القرن الماضي، استطاعت العقيدة العسكرية الأمريكية الجديدة، التي تعتمد على استخدام القصف الجوي والقنابل النووية التكتيكية (الصغيرة)، من تحقيق نجاح كبير خلال الحرب الباردة، ثم خلال حرب العراق.

الجريدة الرسمية