ثورة يوليو.. والتقييم الصحيح!
في ذكراها ال68 لاتزال ثورة يوليو مبعث فخر واحتفاء كبيرين.. وللفخر دواعيه التي لا تنسى وللاحتفاء أسبابه وبواعثه التي لا تخفى.. وعلى ضفاف الفخر والاعتزاز ثمة من ينتقد أو يهاجم أو يتحفظ وله أيضاً مبرراته ودوافعه..
وذلك من طبائع الأشياء؛ فالاختلاف من سنن الحياة؛ وهو أمر جيد يثري الرؤى ويعمق التوجهات ويكسبها مزيداً من الحيوية والخلود.. فأي ثورة قي الدنيا لها مزاياها ولها عيوبها، كما أن لها بالضرورة أنصارها ولها معارضوها..
لم ينج منها أحد.. ومن يقود العالم!
فقد
كسب بفضلها من كسب وخسر بسببها من خسر.. ولا عجب والحال هكذا أن يبني كل امرئ موقفه
منها وأن تتشكل انطباعاته إزاءها وفقاً لما استفاده منها أو فقده بعد اندلاعها.. لكنها
في النهاية نقطة تحول فارقة في مجرى التاريخ الإنساني وحدث اجتماعي وسياسي كان له تأثير
جلل في حياة المصريين وأوضاعهم ومستقبلهم.
وفي كل الأحوال ينبغي
ألا تحول قناعاتنا دون الحكم الصحيح على ثورة يوليو وإنصافها وتحرى أقصى درجات الحياد
في تناولها وتعريف الأجيال الجديدة بها وبما أنتجته وحققته من مكاسب اجتماعية وسياسية
واقتصادية ومنجزات أسهمت في حلحلة الفوارق الطبقية الهائلة، وفتحت الطريق نحو تشكل الطبقة
الوسطى التي هي الحاضنة الطبيعية للإبداع والتطور.. وما وقعت فيه من سقطات وإخفاقات
أو نقائص هي من لوازم أي صنيع بشري.