انجازات ثورة يوليو 1952 فى عيون كتاب ومثقفي مصر
ثمانية وستون عاما مرت على ثورة يوليو 1952 تلك الثورة التى مثلت الحدث الاكبر ليس فى مصر وحدها بل فى المنطقة بأسرها ، الثورة التى جاءت للتخلص من الملكية ومن الاستعمار واعوانه ، جاءت الثورة بمبادئها الستة هى القضاء على الاستعمار والاقطاع وسيطرة رأس المال على الحكم وبناء حياة ديمقراطية سليمة وجيش وطنى قوى .
وبعد مرور هذه السنوات وفى عام 2011 بعد انتهاء عصر مبارك سياسيون ومثقفون وكتاب تحتلف نظرتهم لمنجزات الثورة ويرى اغلبهم ان المنجزات انتهت فى السنوات الاولى لحكم الرئيس حسنى مبارك.
قال الكاتب الصحفى احمد حمروش ـــ رحل 2011 ان انجازات الثورة الباقية هى المبادئ والاهداف والافكار التى غرستها الثورة فى نفوس الشعب والتى اظهرت ان الشعب قادر على التخلص من كثير من المشاكل التى كانت تواجهه مثل الفقر والجهل والمرض والاستعمار والملكية ، وبعد وفاةعبد الناصر موجه الثورة حدثت ردة فى بعض تحركات الثورة مثل الانفتاح الاقتصادى الذى فرض بطريقة بعيدة عن الطريق السليم ، والمؤرخ هو المسئول عن الكتابة الصحيحة لتاريخ الثورة بموضوعية وموازنة الايجابيات التى انجزت فى ظل بعض السلبيات.
ويتهم الاديب خيرى شلبى ثورة يوليو بأنها خدعته وخدعت كل ابناء جيله وتسببت فى تعطيل مصر عن الانجاز كما انها دمرت الانسان المصرى برفع شعارات لم تتحقق على ارض الواقع ويمكن ان تكون هناك منجزات ثقافية كان لها الفضل فى تحسين صورة الثورة ونقطةضعف الثورة انها فشلت فى اقامة نظام مؤسسى ديمقراطى.
المؤرخ عاصم الدسوقى يرى انه لن يتبق من الثورة الا القليل بعد ان ذهب الكثير وهذا القليل الموجود من الناحية الشكلية فقط ، زالت المبادئ واصبح كل شئ فى يد القطاع الخاص وعادت سيطرة رأس المال على الحكم ، كما ان قانون الاصلاح الزراعى الذى صدر عام 1969 لم ينفذ لوفاة عبد الناصر .قبل تنفيذ القانون كذلك القضاء على القطاع العام.
فيما أكدالكاتب الصحفى نبيل زكى انه لم يتبق من ثورة يوليو بعد رحيل ناصر وتولى السادات فقد ساهم الانفتاح فى تقليص القطاع العام والتوجهخطوة خطوة نحو الخصخصة فانتهت الخدمات الاجتماعية من مجانية التعليم والصناعة الوطنية ولم يتبق من الثورة سوى سوى النظام الجمهورى وقانون الاصلاح الزراعى تم اجهاضه بإصدار قانون المالك والمسـاجر 1997 فعادت الرأسمالية من جديد والغى التأميم والتمصير ودخل الاجانب البلاد واصبح هناك نظام السوق الحر فارتفعت الاسعار فى كل شئ منها تكاليف التعليم والعلاج .
"ثورة يوليو ما لها وما عليها" ندوة بمكتبة القاهرة الكبرى
ويرى الاذاعى وجدى الحكيم ان ثورة يوليو تركت ميراثا من الفنون والاداب والدليل على ذلك هذا الكم الهائل من الاغانى الوطنية 1220 اغنية والمسرحيات والافلام الشاهدة على دور الثورة فى اثراء الاباع المصرى ، حيث أن مكتبة الاسكندرية تضم تراثا ضخما من ثورة يوليو الى جانب تأسيس وزارة الاعلام وهيئةالاستعلامات .وغيرها من اجهزة الدولة.
ومن جانبه قال الكاتب صلاح عيسى ان مبادئ الثورة لم تندثر ولم تكن مجرد شعارات لكنها قيما لازالت موجودة وراسخة فى عقول الشعب وان التراجع الذى شهدته مصر من هدم كبارى وبيع مصانع لا يعنى الحاجة الى ثورةجديدة لان الثورات حدث استثنائى فى حياة اى شعب وان اهم انجازات الثورة هوالتحرر من الاستعمار كما كانت الثورة المحركالاساسى للثورات العربية جميعها .