رئيس التحرير
عصام كامل

وزير الدفاع التركي وضع السيناريو .. الكشف عن دور قطر في معركة "سرت - الجفرة"

مرتزقة صوماليين
مرتزقة صوماليين

أثارت زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إلى العاصمة القطرية الدوحة الأحد الماضي، العديد من التساؤلات حول دور الدوحة في معركة "سرت - الجفرة" المرتقبة.

 

وللإجابة عن هذا السؤال كشف تقرير للمركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية في تونس، دور قطر في هذه المعركة حيث اكد التقرير أن تركيا والدوحة تخططان لإرسال مرتزقة صوماليين إلى ليبيا. 

وبحسب التقرير، فإن الزيارة تناولت الاستعدادات لمعركة سرت ـ الجفرة المرتقبة شرق ليبيا، مشيرا إلى أن تركيا تخطط للاستعانة بمرتزقة صوماليين سبق تدربوا في الدوحة، وبمعسكرات تركية وقطرية في مقديشو للقتال ضد الجيش الليبي في المرحلة القادمة التي ستكون مدينة سرت الاستراتيجية محورها الأبرز.  

وأشار التقرير إلى قطر خصصت أموالا ضخمة لتأجير المرتزقة الصوماليين للقتال في ليبيا، خاصة أنها وتركيا تربطهما علاقات قوية مع النظام الصومالي الذي يديره من خلف الستار من سماه التقرير "رجل قطر" فهد ياسين، مدير وكالة الاستخبارات والأمن القومي الصومالي.

ورجح موقع "ليبيا ريفيو" الناطق بالإنجليزية، حينها، أن الزيارة مرتبطة بالملف الليبي الذي يشهد تطورات سريعة على المشهدين السياسي والعسكري.

ولفت الموقع، إلى أن زيارة أكار المفاجئة إلى قطر تأتي غداة إصدار وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تقريرا يكشف أن تركيا أرسلت ما بين 3500 و3800 مرتزق إلى ليبيا لدعم مليشيات حكومة فايز السراج، في إشارة إلى المرتزقة السوريين الذين نقلتهم تركيا إلى ليبيا.

ونوه بأن ما كشفه التقرير الأمريكي عن انتهاكات النظام التركي وإرسال المرتزقة السوريين إلى ليبيا، كان قد كشف عنه بالفعل في العديد من التقارير المحلية والدولية السابقة، لكن تقرير البنتاجون في ذلك الوقت كان يمثل إحراجا دوليا لأنقرة، في وقت تتصاعد فيه الدعوات الدولية الرافضة التدخل التركي في ليبيا.

ورجح البعض أن هذا التقرير دفع أكار بزيارة الدوحة ولقاء تميم، وأنه ربما تسبب في تحول بوجهة النظر التركية حول استخدام السوريين في الحرب الليبية واستبدالهم بجنسيات أخرى.

ويعزو مراقبون هذا التحليل إلى حقيقة أن تركيا ربما تحاول استخدام مرتزقة من جنسيات أخرى في ليبيا، وأن زيارة وزير أردوغان ترتبط بهذه المسألة، لأن الدوحة طالما كانت قاعدة لتدريب الصوماليين، ونقطة انطلاق لتوزيع هؤلاء المسلحين عبر مناطق الصراع في الشرق الأوسط.

 

وتواجه تركيا أزمة في تمويل تدخلاتها العسكرية الخارجية مع استنزاف مواردها المالية بسبب فتحها أكثر من جبهة مواجهة ومع تركة ثقيلة من المشاكل المالية والاقتصادية وتراجع حاد في إيرادات السياحة وموجة اضطرابات ضربت عملتها الوطنية فضلا عن تداعيات فيروس كورونا على اقتصادها المتعثر.


وتشير الاتصالات المكثفة على أعلى مستوى مع الدوحة إلى أنها تراهن على الحليف القطري لإسنادها ماليا وهو أمر لم تخفه الدوحة التي أعلنت قبل أشهر استعدادها لضخ استثمارات بنحو 15 مليار دولار في السوق التركية لدعم الليرة.

وعلى مدى الأشهر السبعة الماضية، منذ إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التدخل العسكري في ليبيا، نقلت بلاده آلاف المرتزقة السوريين إلى طرابلس لدعم مليشيات السراج، في معاركها ضد الجيش الوطني.

وكشف تقرير منشور في أغسطس الماضي أن عددا من ضباط الاستخبارات الصومالية كانوا يتلقون تدريبات في الدوحة، فيما اعتبره البعض تدخلا قطريا في الأجهزة الأمنية لدول القرن الأفريقي لاستغلالها في مناطق النفوذ القطرية، والتأثير في مناطق مختلفة بأفريقيا والشرق الأوسط.

وذكر مصدر ليبي لموقع "ليبيا ريفيو"، أن تركيا تدرس الآن خيارات أخرى، ربما تشمل إرسال عدد من الضباط الصوماليين لدعم حكومة السراج.

ولفت الموقع إلى أن الحديث عن مقاربة تركية جديدة فيما يتعلق بمرتزقتها في ليبيا، لا يعتمد بالكامل على تقرير البنتاجون، لكنه يأتي أيضًا بعد بضعة أيام من الاشتباكات العنيفة في المنطقة التي نفذها المرتزقة السوريون.

وعبر دعم حكومة الوفاق غير الشرعية بالسلاح والمرتزقة، تتعمد تركيا التصعيد في ليبيا بالرغم من الدعوات والمبادرات الدولية الداعية لحل الأزمة.

وتحاول تركيا الوصول إلى منابع النفط والغاز الليبي لنهب ثروات البلاد، كما فعلت شمالي سوريا بالتعاون مع تنظيم داعش الإرهابي.

الجريدة الرسمية