دوافع أردوغان للتدخل في صراع أرمينيا وأذربيجان
يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فتح جبهات جديدة أمام بلاده دون أن يغلق القديم رغبة في التوسع وامتلاك كروت أكثر للعبة تمكنه من المراوغة مع اللاعبين الأخرين.
ووفقًا لعدد من
الكتاب يري البعض أن تدخل الرئيس التركي في نزاع مسلح بين الجارتين أذربيجان
وأرمينيا، خلال الأيام الماضية، يعد نوع
من الغباء السياسي وإثقال للطاولة التركية التي ما تزال جبهتها الأبرز حيث ليبيا
مفتوحة تنتظرها معركة صعبة خاصة بعد التدخل المصري الحتمي إذا ما تجاوزت
الميليشيات خط "سرت- الجفرة"، أي إن المواجهة هناك لن يخوضها الجيش
الوطني الليبي فقط بل سيخوضها الجيشين
الليبي والمصري معاً.
وقد نشبت خلال الأيام الماضية مواجهة مسلحة
بين الدولتين الواقعتين في منطقة القوقاز، أذربيجان وأرمينيا، على وقع منطقة
متنازع عليها منذ عقود، حيث أسفرت المواجهات عن قتلى في صفوف جيش أذربيجان.
ومن جانبها سارعت
تركيا إلى استغلال ذلك الصراع وعملت علي التدخل، وجيّشت على مدار اليومين الماضيين
القيادات السياسية والعسكرية لكيل التهديد والوعيد، بداية من أردوغان الذي قال: لا
يمكننا ترك أذربيجان الشقيقة وحدها في مواجهة الاعتداءات الأرمينية، وأضاف: إنه لن
يتردد في الوقوف ضد أي هجوم على أذربيجان، وتابع إنّ أرمينيا في موقف صعب لا
يمكنها التعامل معه وهو ما يعد تمهيد لاتفاق أمني مماثل للذي وقعته تركيا مع حكومة
الوفاق الليبية إذ تجمع أذربيجان بتركيا
علاقات تاريخية وثقافية ويتحدث شعبها لغة مشتقة من التركية، فضلاً عن كونها دولة
غنية بالنفط.
من جانبه، قال
إسماعيل دمير مدير هيئة الصناعات الدفاعية التركية: صناعاتنا الدفاعية، بكلّ
خبراتها وتقنياتها وقدراتها، من طائراتنا المسيرة إلى ذخائرنا وصواريخنا وأنظمتنا
الحربية الإلكترونية، تحت تصرّف أذربيجان دائماً، وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي
أكار: إنّ أرمينيا ستدفع ثمن اعتداءاتها على أراضي أذربيجان، وستغرق في مكائدها،
بحسب وكالة الأناضول.
استتبت الأوضاع بالنسبة لتركيا في سوريا بعدما مكّنت ميليشياتها في
الشمال، وباتت صاحبة النفوذ الأول فيها.
إذاً، فالتصعيد
التركي لإشعال الموقف في القوقاز واضح، على خلاف الموقف الروسي الذي دعا إلى
التهدئة، إذ أبدى الرئيس فلاديمير بوتين استعداده للتوسط لحلّ الأزمة، وأبدى قلقه
من التصعيد، بحسب ما أورده موقع أحوال تركية.
وعملياً لا يمثل
التصعيد التركي عبئاً على أنقرة سوى في الداخل التركي، حيث تتصاعد الأزمة
الاقتصادية، ويعاني المواطنون، فيما يتابعون جبهات جديدة تفتحها دولتهم كلّ يوم.