«خناقات الكراسي».. خلافات بين الأحزاب على «مقاعد الشيوخ».. «حسب الله» أول ضحايا «المحاصصة».. وموسى مصطفى موسى ضمن القائمة
تزامنًا مع حالة النشاط التي دبت داخل غالبية الكيانات والأحزاب السياسية خلال الأيام القليلة الماضية، مع الإعلان عن فتح باب الترشح لخوض انتخابات مجلس الشيوخ، اشتعلت معركة بين غالبية الكيانات، وتحديدًا بعد الحديث عن «حصة» كل كيان حزبى من المقاعد البرلمانية.
جلسات حوار وطني
وسبق وأن عقد حزب مستقبل وطن لقاءات الحوار الوطني التي جمعت الأحزاب السياسية، في محاولة منه للتوصل إلى نقطة تفاهم بين الأحزاب وبعضها البعض، وتمثيل كل حزب بالقائمة الموحدة تمثيلا عادلا وضمان تواجد كافة الأصوات تحت قبة مجلس الشيوخ، غير أن اقتراب وتسارع إجراءات تنظيم العملية برمتها زاد من توتر قيادات الأحزاب لتبدأ الأزمات في الظهور.
أول الضحايا
وأولى هذه الأزمات حدثت داخل حزب الحرية المصري، الذي شهدت أروقته خلافات حادة على خلفية نسبته في مجلس الشيوخ والتي على إثرها تقدم صلاح حسب الله، رئيس الحزب اعتذار عن رئاسته للفترة المقبلة، وبحسب مصدر داخل حزب الحرية المصري، فإن «حسب الله» أراد أن يضمن لحزبه نسبة أكبر داخل القائمة الموحدة، مستندا إلى فاعليات وتحركات الحزب في الشارع خلال الفترة الماضية، وتواجده بكثرة سواء في الشارع أو على المستوى البرلماني.
لذا طالب بوجود نحو 10 مقاعد داخل القائمة على أن يحتل التصنيف الثالث بين الأحزاب، وهو ما قوبل بالرفض من قبل مستقبل وطن فيما لوح« حسب الله» بالخروج من القائمة الموحدة والانفصال عنها والبحث عن سبيل لخوض الماراثون الانتخابي تحت مظلة قائمة أخرى تضمن -حسب وجهة- نظره توزيع عادل لنسب الأحزاب.
وأوضح المصدر أن «حسب الله هو من كان يتولى التشاورات على نسبة الحزب في القائمة، لذا طالب بعقد اجتماع للمكتب السياسي لحزب الحرية المصري لعرض رؤيته عليهم والتي تمت مقابلتها برفض كبير داخل الاجتماع وتم الاتفاق على إعادة المفاوضات مع الأحزاب على نسبة الحرية المصري، إذ يأمل الحزب في الحصول على 6 مقاعد، وعلى آثره فضل حسب الله الانسحاب من الأمر برمته على أن يتولى نواب الحزب المسئولية لحين عقد جمعية عمومية في أعقاب انتخابات مجلس الشيوخ واختيار رئيس جديد للحزب.
حزب الغد
ولم يختلف الأمر كثيرا لدى حزب الغد برئاسة موسى مصطفى موسى المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، الذي عبر عن غضبه لرؤية حزب مستقبل لحجم حزبه وتأثيره في الشارع المصري، حيث عرض عليه مقعدان فقط أحدهما في الشرقية وآخر في القليوبية ليعلن رئيس «الغد» رفضه لتلك النسبة والانسحاب من القائمة الموحدة.
وهو ما دفع حزب الشعب الجمهوري لعرض الاندماج بين الحزبين على أن يتولى نائب رئيس الحزب، إلا أن الفكرة تم رفضها ويتم الآن إعادة التفاوض مع حزب مستقبل وطن من أجل تحقيق أكبر مكسب ممكن.
المثير في الأمر هنا أن الأمر كان عادلا عند بعض الأحزاب التي لم تكن تنتظر أن يتم التعامل معها بشكل أكثر أريحية إذ تم التواصل مع أحزاب تمثل توجها سياسيا مختلفا على شاكلة «المصري الديمقراطي، الإصلاح والتنمية، العدل، والمحافظين» حيث تم الاتفاق على منح كل منهم مقعد وحيد، فضلا عن تواجد مساحة لخوض الانتخابات على النظام الفردي حسبما يستطيعون.
حماة الوطن
والأزمة الأكبر كانت لدى حزب حماة الوطن الذي يعرف باسم حزب «اللواءات» لا سيما وأنه يضم بين جنباته العديد من رجال القوات المسلحة، إذ حسب المفاوضات التي يتولاها النائب أسامة أبو المجد لم يتم تقديم عرض للحزب يليق بحجمه ومكانته، حيث عرضت 5 مقاعد فقط للحزب، وهو ما قوبل بأزمة ورفض تام من قبل قيادات الحزب، خاصة أنه سيخلق نوعا من الصراع داخل الحزب على من يمثل الحزب في مجلس الشيوخ.
وحسب مصدر -فضل عدم ذكر اسمه- تقدم حزب حماة الوطن بعرض يضمن له 10 مقاعد في مجلس الشيوخ ليكون ضمن القائمة الموحدة، وأن يتم تقييم الحزب من جديد، وألا يتم تجاهله أو منحه عدد مقاعد لا يليق بحجمه وحجم الخبرات التي يضمها بين جنباته، وحتى كتابة هذه الكلمات يتم إعادة الاتفاق بين كافة القوى السياسية على إعادة هيكلة القائمة من جديد والنظر في نسبة كل حزب.
نقلًا عن العدد الورقي...