جرائم بسبب رفض إنجاب البنات.. أب يكسر عظم ابنته.. وآخر يصيب رضيعة بنزيف في المخ.. إلقاء طفلتين في بئر.. وعامل يرفض الإنفاق عليهن
"يا مخلف البنات يا شايل الهم للممات".. وجهة نظر عقيمة مازالت الكثير من الأسرة تتبناها، ورغم انتهاء عصر الجاهلية مازال البعض يعتبر أن انجاب الاناث عار يجب التخلص منه، بما تسبب في ارتكاب جرائم على إثر ذلك.
الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، يقول إن هناك 12 ألف حالة طلاق سنويًا بسبب إنجاب البنات فقط، ورفض الزوجات الاستمرار في الإنجاب في انتظار الولد، رغم أنهن لسن مسئولات عنه علميا.
ضرب رضيعة
وبطريقة وحشية، اعتدى "أب" على طفلته الرضيعة التي لم يتجاوز عمرها الخمسة شهور بالضرب حتى أصابها بالكدمات والكسور بحجة أنه يرفض "إنجاب الإناث"، تلك الواقعة التي هزت محافظة كفر الشيخ وأثارت غضبا واستياء شديدين عبر منصات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة.
"الأب" الذي يتعاطى المخدرات لم يدرك نعمة إنجاب الفتيات وحنانهن وبات يكره انجابهن حتى تزوج مرتين وانجب طفلتين ثم تزوج بأخرى وأنجب منها طفلة أيضا، فلم يجد سوى معاملته الوحشية والقاسية التي تفتقد إلى الإنسانية ليضرب طفلته الرضيعة صاحبة الخمسة أشهر ضربا مبرحا كسر عظامها، وفقا لما ظهر في مقطع فيديو وصور تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
غرق في بئر
وارتكبت جريمة أيضا في الصعيد بسبب انجاب الاناث في نجع البراغيث التابعة لدائرة مركز أبو تشت بقنا في مايو الماضي حيث كان الزوج يعاير زوجته بإنجاب البنات فقط بشكل دائم، وفي المرة الأخيرة تركت الزوجة بيت زوجها بسبب تلك الخلافات وذهبت إلى بيت عائلتها، وهناك اتفقت مع شقيقها وشقيقتها على التخلص من اثنتين من بناتها وفاء (4 أعوام)، وشقيقتها إيناس (3 أعوام)، ثم ألقياهما في ظلمة بئر مياه عمقها نحو 15 متراً، وفق تأكيدات شهود العيان وتحريات الشرطة.
وظلت الطفلتان داخل البئر تصارعان الموت والاختناق ساعات طويلة حتى سمع صراخهما أحد المارة الذي استغاث بآخرين لإنقاذهما، وتم إبلاغ الشرطة ونقل الطفلتين إلى المستشفى، بعد أن فقدتا القدرة على الكلام فترة طويلة، وتم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.
رفض الإنفاق على البنات
البعض يرفض الإنفاق علي الاناث، فقد اشتكت أم من عدم إنفاق طليقها على ابنتيه، وقالت باكية: «طليقي قال لي أنا مبصرفش على البنات».
وروت خلال التقرير الذي عرضته الإعلامية لميس الحديدي المذاع على فضائية «cbc»، ببرنامج «هنا العاصمة» عام ٢٠١٧، تفاصيل طلاقها من زوجها قائلة: «تزوجت من شاب ميسور الحال وأنجبت منه نور ورقية، ثم قرر أن يطلقني، بسبب إنجابي البنات فقط».
وأضافت: «أقمت دعوى نفقة، والمحكمة حكمت بمبلغ 150 جنيها، بعد أن قدم للمحكمة أوراقا تثبت أنه يعمل باليومية ونقل ملكية أملاكه لوالده، وتزوج من أخرى، فأقمت دعوى لزيادة النفقة فطلب من زوجته الثانية إقامة دعوى نفقة هي الأخرى فرفضت المحكمة طلبي لزيادة نفقة بناتي».
نزيف في المخ
وفي عام ٢٠١٧ وبالتحديد في محافظة الدقهلية، اعتدى عامل بالضرب على زوجته وطفلته الرضيعة ما تسبب في إصابة الرضيعة بنزيف بالمخ وكسر بالفخذ الأيمن، بسبب رفضه إنجاب البنات، بعدما طلبت منه الأم تسجيل الرضيعة بمكتب الصحة، قائلًا: «مش عايز بنات».
وعلى الجانب النفسي، يقول جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن المرأة غير مسئولة عن نوع المولود سواء ذكرا أو أنثي، وأن المتحكم في ذلك السائل المنوي للزوج، مؤكدا أن العلم الحديث أثبت أن الزوج هو الذي يحدد نوع الجنين وليس المرأة.
وأضاف أن مثل هذا المجتمع الظالم يسبب إحباطا واكتئابا لكل من يتعرض لهذا الظلم من النساء، وأن الأولاد الذين يعيشون في مثل هذه البيئة تصبح لديهم عقد نفسية كبيرة.