شاهدها أهالي السويس.. قصة أول معركة انتقامية للقوات الجوية ضد إسرائيل بعد 5 يونيو
في تاريخ العسكرية المصرية صفحات مضيئة سطرها أبطال الجيش المصري البواسل وفي يوم ١٤ و١٥ يوليو ١٩٦٧ قامت القوات الجوية المصرية بقيادة الفريق مدكور أبو العز بعد 40 يوما من هزيمة ٥ يونيو رد الطيران المصري على الاستفزازات الإسرائيلية المتكررة.
وقامت المقاتلات القاذفة بعمل هجمات جوية قوية على المواقع الإسرائيلية الهامة وحدث ذهول للعدو الذي لم يصدق أن الطيران المصري الذي ضربه على الأرض منذ أيام يخرج من قبره ليلقنه درسا لن ينسوه عندما افتكر العدو الإسرائيلي أنه دمر أسطول الطائرات المصرية ودمر معه الروح المعنوية المقاتلين ولكنه نسي أن الجيش المصري لا يقبل الهزيمة فتدمير الطيران لا يعني تدمير الطيارين.
وخرجت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية الأحدث وقتها وهي الميراج لتتعقب أحد طيارينا وتم إسقاط الطائرات الإسرائيلية بواسطة الطيار المصري البطل فوزي سلامة وعاد الطائرات المصرية بعد ضرب أهدافها ببراعة سالمة لم يصب منهم سوى الملازم طيار مدحت زكي أثناء نزوله على أحد الطرق.
وشاهد أهالي مدينة السويس الذين كانوا يعتلون الأسطح هذه المعركة الشرسة التي كانت بمثابة أول مسمار في نعش اليد الطولى لإسرائيل وهي قواته الجوية.
وتعالت هتافات وصيحات أهالي السويس وأبطال المقاومة الشعبية لأبطال القوات الجوية بعد أن شاهدوا بأنفسهم المعركة الناجحة لأول مرة منذ يوم النكسة وطائرات الميج ٢١ المصرية وهي تقصف قوات العدو المدرعة وطائراته على الأرض بالإضافة إلى إسقاط طائراته التي تعقبت أحد طيارينا.
شارك في الاشتباك يومي ١٤و١٥ يوليو كل من الطيار فاروق حسن وعادل نصر والطيار مدحت زكي وفوزي سلامه وقد اعترفت إسرائيل بخسائرها في المدرعات والطيارة الميراج الذي وجدت جثته معلقة على إحدى أشجار النخيل في فايد.
وكان في انتظار الأبطال بعد عودتهم الفريق مدكور أبو العز هنأهم بالنصر وصرف لهم مكافآت لتكون هذه المعركة بداية بطولات حرب الاستنزاف حتى نصر أكتوبر المجيد.