تقسيم ليبيا.. والنبل المصرى فى سد إثيوبيا!
عندما تتأمل ما يحدث حولنا، تجد أن هناك أحداثا ربما لم تكن لتحدث ولو فى الخيال، مثلما يحدث فى الشقيقة ليبيا، رأينا كلنا الأحداث الملتهبة منذ 2011، حيث المظاهرات وإسقاط الرئيس معمر القذافى، ولكن لم نتخيل أن يصل الوضع كما وصل الآن..
ولو عدنا للوراء لدى يقين أن إسقاط الدولة الليبية وتدميرها كان المتهم الأول فيه جامعة الدول العربية التى كان يرأسها عمرو موسى، لأنه انصاع لمطالب قطر في طلب الناتو للتدخل فى ليبيا فحدث ما حدث..
عندما نتأمل فى الأمر نجد أنه كيف يجرؤ عربى أن يطلب الناتو للتدخل لتدمير دولة عربية لم تعتد على أحد، بل إنها فى السنوات الاخيرة تخلت عن كل شعاراتها القوية لمواجهة الاستكبار الامريكى الغربى وحرب الكيان الصهيونى؟
عالمنا العربى.. وصفارة د.أبوالعزايم!
كيف جرؤ عمرو موسى وأعضاء الجامعة العربية على اتخاذ هذا القرار؟ ولماذا ؟ هل كانت ليبيا خطر ا على أى دولة عربية؟ هل ليبيا تسببت فى انهيار الوحدة العربية التى تقودها الجامعة العربية؟ هل وجهت مدافعها إلى أى دولة فى العالم؟ هل ذهب الشعب الليبى إلى الجامعة يشكو من الفقر المدقع؟
لا يوجد سبب واحد يبرر قرار الجامعة العربية!
العجب العجاب أن ليبيا الآن تعانى
الإفلاس بعد أن كانت قيمة الاحتياطى النقدى 465 مليار دولار لدى البنك المركزى
الليبى.
ترك العقيد معمر القذافى ليبيا ولها مديونات لدى العديد من الدول الغربية، وتعد ليبيا من الدول التى لم تكن تسمع فيها عن أى مشكلة للمواطن من مأكل أو مشرب أو مسكن، فلماذا استعانت الجامعة العربية بالناتو لضرب أرض عربية يحكمها عربى؟
وبعد أن رحل القذافي وفى نفس المكان فى "فيتو" كتبت الهدف ليس الإطاحة بالقذافى لأن هذا الامر يمكن إنجازه وبسهولة دون تدمير ليبيا، ولكن الهدف هو تقسيم ليبيا إلى ثلاث ولايات كما كانت فى القديم، وليت الأمر توقف على هذا، بل جاء المستعمر التركى يحلم من جديد بالخلافة العثمانية، ويهدد الأمن القومى المصرى والتونسى والجزائرى..
ولكنه لا يعبأ لأن أمريكا أعطته الضوء الأخضر بعد ما فعله فى سوريا وما يفعله على الحدود العراقية مع الأكراد، وأيضا بما يفعله فى ليبيا، وأصبحت ليبيا لا حول لها من أمرها شيئا، ونحن الدولة المصرية من حقها الدفاع عن أمنها، علما بأن ليبيا ومصر أمنهما واحد، وقد حدد الرئيس السيسى الحدود التى يمكن تجاوزها وقال انها الخط الاحمر، وقصد سرت والجفرة..
وقد أيد العالم مصر فى حقها حماية اأنها
القومى، ويحاول العالم الحيلولة فى وقع حرب قد تمتد إلى أوروبا، لأن فرنسا تتزعم المواجهة
مع تركيا وأصبح الوضع على صفيح ساخن، وخير اجناد الارض فى اقصى درجات الاستعداد للدفاع
عن أمن مصر وخلف الجنود الأبطال مئة مليون مصرى مستعدون للتضحية من اجل مصر.
أما موضوع سد إثيوبيا الذى يسير فى نفق يكاد يكون مسدودا، ولكن وصول المشكلة إلى مجلس الامن والاتحاد الإفريقى مؤكد سيساهم فى حل المشكلة مهما طال الوقت، لأن الجميع يدرك أن عدم الوصول إلى حل من خلال المفاوضات سيؤدى إلى عواقب لا أحد يستطيع تخيلها..
وعندما نسترجع ما حدث أرى أن مصر تعاملت بنبل وأخلاق أكثر من اللازم، كان يمكن لمصر أثناء فترة رئاستها للاتحاد الافريقى أن تضغط بحيث يتم حل المشكلة جذريا، ولكن مصر بنبل وأخلاق أكثر من اللازم ترفعت من منطلق أننا أخوة أفارقة وأن المشكلة ستنتهى خاصة بعد خطاب السيسى فى مجلس النواب الإثيوبى وزيارة رئيس الوزراء الإثيوبى إلى مصر..
العنصرية فى مفاصل العقل الأمريكى!
ولكن وكما سبق أن كتبت فى "فيتو"
عن تقارير المخابرات المصرية فى الثمانينيات عندما كان يرأسها اللواء أحمد عبدالرحمن، التى كشفت إن اقامة سدود فى إثيوبيا لن تكون بعيدة عن التمويل الصهيونى وبدعم من الكيان
الصهيونى ، لأن إثيوبيا لا تستطيع بمفردها إقامة السد مهما كان ضروريا .
أدرك وكل وطنى أن القيادة السياسية الآن
تواجه مشكلات خارجية تهدد الأمن القومى وأيضا تهدد حياة الملايين المصريين، وبالتالى
كلنا جنود فى مواجهة هذه الأخطار وتحيا مصر ..تحيا مصر ..تحيا مصر .