رئيس التحرير
عصام كامل

مصر بين ليبيا وسد النهضة

استيقظت أوروبا فجأة بعد أن وصلت تركيا بقوات متعددة التسلح، استطاعت أن تغير خريطة المعارك على الأرض فى ليبيا، فبعد أن كان المشير حفتر على بعد مسيرة أيام من قلب طرابلس، تراجع بسبب التدخل التركى واستخدامها ميليشيات من الجماعات الإرهابية المختلفة، بالإضافة إلى مرتزقة سوريين، وسلاح تركى، وفى غفلة أو تواطؤ من إخوان تونس..

استطاع الأتراك دعم السراج بالسلاح والقوات من الحدود التونسية، استيقظت أوروبا، بالرغم من أن تركيا كانت تنقل السلاح والقوات أمام مرأى ومسمع الجميع، بما فيهما روسيا وأمريكا، استيقظت أوروبا عندما أعلن السيسى أن أمن ليبيا ومصر أمن واحد، وأن هناك خطا أحمر لن تسمح مصر بأن يتم تجاوزه، أدرك الجميع هنا أن الأمر جاد وأن مصر لن تتهاون ولن تظل صامتة أمام أحلام الخلافة وعودة الدولة العثمانية مرة أخرى، فهذا الزمن ولى ولن يعود..


جمال حمدان: مصر عقدة تركيا الدائمة!


فى هذه القضية لم يخرج عن الصف أحد منا، كلنا جندى فى الدفاع عن مصر وأمنها، بل إننى أؤمن تماما مثلما كتبت الأسبوع الماضى، أن التلاحم العربى والوحدة هى الحل الوحيد للتصدى لأى محاولة لأعداء الأمة العربية، وبالرغم من هذا إلا أن مصر لا ترغب فى الحرب ودائما تؤكد أن حل المشكلة الليبية هو الحل السياسى، بأن تخرج من ليبيا العصابات الإجرامية، بل كل القوات الأجنبية ويكون الحل بين الليبيين بمظلة أممية، فى هذه القضية لم يختلف المصريون..

مثلما أن قضية سد النهضة لا خلاف حولها، كلنا خلف القيادة السياسية، التى يحسب لها فى الأسابيع الأخيرة جعل الموقفين المصرى والسودانى موحدا، حتى أن السودان قدمت أثناء كتابة هذه المقالة، تقريرا يحذر من خطورة السد على حياة الملايين بالسودان، وعلى السدود السودانية، هذا يدعم الموقف المصرى ويزيده قوة، وقد استطاعت فرنسا من تحديد اجتماع لمجلس الأمن لمناقشة مشكلة السد الإثيوبى امس الاثنين – 29 من يونيو – وبعيدا عن التراشق الإعلامى أو فى تصريحات البعض فإن وصول الأمر لمجلس الأمن فى تقديرنا يضمن المصلحة لكافة الدول..

مؤكد مصر والسودان لا يرغبان فى الضرر إلى إثيوبيا، ولا يرغبان فى حربها، وقد ظهر الهدوء والثبات الانفعالى الشديد من الجانب السودانى تجاه اعتداء ميليشيات إثيوبية على القوات السودانية على الحدود بالرغم من مقتل عدد من الجنود السودانيين، وهنا أستطيع الجزم بأننا أيضا جنود فى ساحة المواجهة إذا اضطررت مصر ولكن كما قال الرئيس السيسى جيش مصر يحمى ولا يعتدى!

 

بدون جدل.. أمن مصر فى ليبيا واثيوبيا!


القضية يمكن نقول عنها شر البلية ما يضحك، بعيدا عن القرار المفاجىء من الدولة برفع الحظر، فى الوقت الذى تتزايد فيه الإصابات والوفيات، وقررت عودة الحياة بشروط احترازية، ومنها عودة النشاط الرياضى، وهنا زاد الجدل والاختلاف، بل إن ما يحدث على الساحة أمر يبكى ويجعلنا نفقد الثقة لكل من يتحدث فى الموضوع، عودة النشاط هو عودة الحياة إلى الملاعب والاستعدات للمرحلة القادمة..

الذين يؤيدون و يرددون إنه قرار دولة ولابد من تنفيذه، والآخرون يقولون إن قرار الدولة هو عودة النشاط ولكن بعيدا عن الكورونا الذى تم اكتشاف إحدى عشرة حالة فى أول يومين ، كنت أتمنى أن يقول المؤيدون بالورقة والقلم وبالعلم وبالرغم من أن الموسم ممكن أن يبدأ فى منتصف أغسطس فإن إستكمال الدورى ممكن، ولكنهم كالببغاء يرددون إنه قرار دولة ولابد أن ينفذ، والرافضون يؤكدون أن استكمال الدورى هو تدمير للكرة المصرية لسنوات قادمة..

كيف يبدأ استكمال الدورى فى منتصف أغسطس وينتهى فى نوفمبر ويبدأ الموسم الجديد، أى واحد وخمسين مبارة فى أقل من ستة أشهر عدا المباريات الأفريقية أندية ومنتخبات وعربيا أندية والإستعداد للأولمبياد، العلم يقف مع الرافضين، العقل مع الرافضين، المنطق مع الرافضين، ألا يوجد رجل رشيد يشير إلى معيار العلم؟.
تحيا مصر بالعلم
تحيا مصر بسواعد أبناء بسطائها الأبرار 
تحيا مصر بحماية رب السماء لها

الجريدة الرسمية