ماذا يعني تدمير الوطية؟!
محطات الإنذار المبكر ورادارات المسح الجوي ومراكز القيادة والسيطرة ومراكز المراقبة الكهروبصرية ذات العنصر البشري المباشر (لعبت دورا مهما في بطولات كتيبة الدفاع الجوي 418 في بورسعيد) وسلاح الحرب الإلكترونية بكتائب الإعاقة والشوشرة وأنظمة الاتصالات السلكية واللاسلكية كلها بلا استثناء تعطلت عمدا في الضربة التي قام بها الجيش الليبي على قاعدة الوطية الليبية ودمرتها تماما وبالتالي أخرجت صواريخ هوك من المعادلة لتدمر طبعا مع القاعدة بكتائبها وبطارياتها!
هل يعني ذلك توجيه لطمة قوية إلى تركيا وأردوغان؟ أو للدقة هل يعني ذلك توجيه صفعة لتركيا وأردوغان فقط؟ بالطبع صفعة كبيرة نعم.. لكن لتركيا وأردوغان وحدهما فقط.. لا..
ما جرى فضيحة بكل
المقاييس لمنظومات الدفاع الجوي الأمريكية التي لم تستفق أصلا من خيبة بطاريات باتريوت
وفشلها في تحقيق الأمن في الدول التي تعتمد عليها وتفشل في صد الطائرات من دون طيار !
صواريخ هوك الأمريكية
وباقي منظومة الدفاع الجوي (إنذار ورادارات.. حرب إلكترونية مع الصواريخ والمدفعية
فضلا عن طائرات الإنذار المبكر وفق التعريف الحديث للدفاع الجوي) كلها إما أمريكية
أو تركية بخلفية تكنولوجية أمريكية.. وإذا كانت أمريكا لا تستخدم الآن صواريخ هوك فبعض
الدول الصديقة تستخدمها!
قبل أشهر كتبنا مقالا
بعنوان "روسيا باعت "التروماي" لأردوغان" وقلنا إن بلدا بعدوانية تركيا تكون
صفقة طائرات "اف 35" الأمريكية أجدى لها.. فليس من المنتظر أن تشن سوريا
ولا العراق ولا اليونان هجوما على بلد في حلف الأطلنطي وبالتالي فصواريخ إس 400 الروسية
التي اشترتها تركيا من روسيا وحرمتها أمريكا من صفقة الطائرات المذكورة بسببها لا معنى لها، خصوصا إنها تمت بلا نقل تكنولوجيا وبلا خاصية "تحديد العدو من الصديق"
التي لم تمنحها روسيا لتركيا مع الصفقة !
الأن.. ستغير الضربة
معادلات عديدة ومن يحيد كل ذلك مرة يستطيع أن يفعلها مرة أخرى، ويبدو أن تجريب السلاح
الروسي عملية تمت بنجاح مما سيرفع من قيمة السلاح الروسي الذي شهد أصلا تفوقا كبيرا
الفترة الأخيرة!
لم تعد مصراتة وحدها
تحت رحمة صواريخ الجيش الليبي التي تزيد على 250 كيلو بل أصبحت قوات السراج كلها، فمن
يضرب الوطية علي الحدود التونسية يضرب كل ما قبلها، وعند ضرب القاعدة ب 9 غارات فعلينا
تصور كم سرب شارك في الضربة، وعندما نعلم أن السرب الواحد لا يقل عن 12 طائرة وقد يصل
إلي 24 نعرف حجم القوة التي يمكنها أن تهاجم هذه الأماكن عند الضرورة! وتجاوزالخطوط
الحمراء ضرورة طبعا!
ما جري يعني أن الحرب
بدأت.. وخسرت تركيا جولتها الأولي.. وقد لا تحب أن تدخل أصلا الجولة الثانية ولا أي
جولة أخري.. العينة بينة كما يقولون!