رئيس التحرير
عصام كامل

كفاية حوار طرشان في قضايا الوطن المصيرية

أين الشباب المثقف في تنسيقية الأحزاب الذين يتكلمون لغات أجنبية وأين شباب البرنامج الرئاسي، وأين كل شباب أكاديمية الشباب ومعهم طبعا الشابات.. وأين شباب مؤتمرات الشباب من الجنسين؟ أين كل هؤلاء خصوصا من يتحدثون لغات أجنبية.. أين هم من حملات التضليل والدعاية الكاذبة التي يروجها الأثيوبيون للعالم ضد مصر..

أين هم من أكاذيب كتائب السوشيال ميديا التي تروج ضد مصر؟ لماذا لا يردون بكل اللغات الأجنبية عليهم ويوضحون للميديا الغربية والعالمية حقيقة قضية سد إثيوبيا وموقف مصر الحقيقي منه ومن قضية التنمية لإثيوبيا والوجود بالنسبة لمصر !

ماذا يفعل كل هؤلاء وهم يجيدون التعامل مع هذه الوسائط؟! معركة السد فيها جانب كبير من الدعاية يؤثر في القضية! هل كلهم شغلتهم مقاعد البرلمان وتربيطاته ونسوا القضية المصيرية؟ هؤلاء جميعا يمكنهم إحداث تغيير نوعي في مواقف الشعوب والدول.. وهؤلاء يحتاجون من يضع لهم رؤية التناول المؤثر ..طالما إعلامنا ما زال يناقش القضية بأسلوب حوار الطرشان ويوجه رسالته المبعثرة للداخل وليس للخارج!

 

ماذا جرى للعرب؟


يا إعلامنا.. كفاية هنك ورنك وباشر التعامل مع قضايا الوطن بجديه ووجه رسالتك للهدف الأساسي بمضمون جيد وعميق باستضافة خبراء لديهم القدرة علي الشرح والتوضيح بطرق علمية وفنية وقانونية وبلغة أجنبية تصل للخارج وللشعب الإثيوبي، ولنتوقف عن الطرح بالسطحية والغمز واللمز وحركات المراهقة الإعلامية!ّ


إثيوبيا تمارس ضغطاً بمظلومية الفقر وندرة التنمية والواقع الإثيوبي غير ذلك، ونحن ليس لدينا من يرد عليها ويفضحها ويكشف أساليب التضليل والخداع في رسالتها!

كثير من شعوب العالم وقادة الدول لا يعرفون أصل القضية وربما بعضهم لا يدري أين تقع إثيوبيا وما هو النيل الأزرق وما هي كمية المياه التي تجري فيه ولا كمية الأمطار التي تسقط علي أثيوبيا ولا تستفيد منها، ولا عدد الأنهار التي تجري في أراضيها، وربما لا يدركون أيضا ماذا تعني قطرة المياه بالنسبة للشعب المصري الذي يتجاوز عدده المائة مليون نسمة..

الكثيرون حول العالم لا يدركون قضية الوجود في مصر.. يعرفون فقط ما يصل إليهم عبر وسائل إعلام ووسائط الميديا سواء كان صحيحا أو غير صحيح، وغالبا ما تبني الدول والشعوب في مثل هذه القضايا تصوراتها ودعمها علي معلومات من وسائل الإعلام والميديا، ونحن ندرك حجم الكذب والتضليل الذي يمارسه أعداء هذا الوطن في هذه القضية .

 

 النظام العربي والفرصة الأخيرة


كفاية حوار الطرشان واعلام الهاشتاجات والتريندات.. ما نكتبه في هذه الهاشتاجات نكتبه لنا وليس لهم.. وإعلامنا الذي يحتفي بهذه الهاشتاجات والتريندات يدرك أنها لا تؤثر في شعوب لا تقرأ العربية ولا تعرف مفردات التنمر التي نتحدث بها!

الدولة تمارس أقصي درجات الدبلوماسية والسياسة والتمسك بالحق وعدم التفريط فيه باعتراف المفاوض الإثيوبي.. يبقي الدعم من الشعب خصوصا من يمتلكون مهارة التعامل مع الميديا ليشكلوا ضغطا خارجيا وورقة ضغط في يد المفاوض المصري كما يفعل الأثيوبيون..


قضايا الوجود لا تحتمل الهزل ولا تحتمل التأجيل.. قضايا الوطن الوجودية تحتاج اصطفاف وطني لأنها مسئولية الجميع.. بدلا من أن يهدر الإعلام الساعات الطويلة في قضايا تافهة وسطحية سواء كانت برامج في النفسنة والموضة والطهي والغناء التافه وغير ذلك من برامج تستفز المشاهد المشغول بقضايا الوطن المصيرية !

في المعارك المصيرية نحتاج إعلام حرب بكلمة مسئولة وإعلاميا ناضجا وواعيا يمتلك مهارة تسديد الكلمة في الهدف !

الجريدة الرسمية