رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ماذا جرى للعرب؟

في ليبيا احتلال عثماني واضح وميليشيات إرهابية ترتكب أبشع الجرائم وتنهب ثرواتها جهارا نهارا.. هل يكتفي الشعب الليبي صاحب تاريخ النضال -ضد العثمانيين وبعدهم الطليان- بالبيانات والشجب وأرضه تستباح؟

 

اقرأ أيضا: النظام العربي والفرصة الأخيرة

 

على ماذا يعول الشعب الليبي وعلى من وترسانات السلاح عنده في كل مكان من أيام القذافي؟ هل ينتظر من يدخل الأراضي الليبية ويطرد منها الأتراك والميليشيات؟

 

المجتمع الدولي لن ينتبه إلا عندما ينتفض الشعب الليبي عن بكرة أبيه ويعلن النضال والحرب علي هؤلاء المرتزقة والخونة.. وقتها سوف يجد من يريد المساعدة -بشكل مباشر وغير مباشر- المبرر للوقوف مع الشعب الليبي.

 

وفي سوريا وبعد كل هذه السنوات في ضوء غياب موقف عربي واحد مع بلد شقيق عضو بالجامعة العربية.. انقسم الشعب السوري إلي :

* جزء مع الحكومة السورية ما زال قادرا علي الصمود في مواجهة مخطط تقسيم الدولة إلي كنتونات ضعيفة متناحرة تعيش بمساعدة الغير وتحت رحمته.

 

اقرأ أيضا: الاتفاق التركى– الليبي.. هل يشعل حروب الغاز في المتوسط؟

 

* جزء انخرط في المؤامرة علي سوريا وتحول إلى آلة حرب وخنجر في خاصرة الدولة واقتطع لنفسه مناطق نفوذ من الأراضي السورية واؤتمر بأمر قوى إقليمية ودولية بأموال عربية، ومارس سفك الدماء والقتل بدم بارد لإخوته في الوطن!

 

* جزء اعتبر الوطن مجرد محطة ينتقل منها إلى محطة أخري إذا ساءت الأحوال أو اعتبر الوطن شقة مفروشة وجمع أمواله وثرواته و(هج) من الوطن إلي دول عربية أو أجنبية ليعيش حياته ويمارس عمله أو تجارته وينمي استثماراته.. ليصبح الوطن عنده مجرد ذكرى أو أطلال ربما يمر عليها يوما ويقول: هنا كانت بلدي !

 

* جزء سلم نفسه للشيطان وقرر أن يبيع نفسه لمن يدفع لكي يقتل شقيقا له أو جار، وأصبح فخورا بلقب المرتزقة فتحولوا للحرب ضد أبناء عمومتهم في أي بلد عربي لحساب الخليفة العثمانلي الواهم المزعوم أردوغان تركيا، وتركوا وطنهم فريسة لكل طامع.. شأنهم في ذلك شأن كل الذين يريدون تحرير القدس عن طريق سيناء القاهرة، وطرابلس ليبيا، وصنعاء اليمن، وبغداد العراق، وبيروت لبنان.. رغم أن الطريق للقدس واضح ومعروف !

 

اقرأ أيضا: معارك الوطن ليست وجهات نظر!

 

الذي جرى للنظام العربي ليس وليد هذه اللحظات الثقيلة ولا تلك الشهور القليلة ولا تلك السنوات العشر الأخيرة.. الذي جري بدأ منذ عقود، وترسخ منذ دخل في غيبوبات متقطعة.. كلما فاق من واحدة عاجلته الأخرى إلى أن دارت عجلة المؤامرة وابتلع الطعم، وسلم قراره لغيره وخضع لكل أنواع الابتزاز الفاجر!

 

ولما جاءته الفرصة ليمتلك قراره ليلعب بأوراق قوته -التي يدركها عدوه جيدا- ضيع الفرصة بسهولة ليؤكد أن قضايا العرب جميعها هي قضايا الفرص الضائعة والمهدرة !

هذا حال النظام العربي، وهذا حال شعوبه.. أفيقوا يا أمة العرب.. فلولا أنكم تملكون الكثير ما كانت تلك المؤامرة ، وما كان كل هذا الطمع فيكم !

 

Advertisements
الجريدة الرسمية