هل تغنى خدمة الزوج والأولاد عن الصلاة؟
أنا ست بيت وأظل
طول يومي في خدمة أولادى وزوجي وإدارة منزلي، وذلك يشغلنى من أداء الصلوات فأحيانا
أصلى وأحيانا لا أصلى، فهل خدمتى لأولادى وزوجي تقوم مقام الصلاة؟
ورد هذا السؤال فى
كتاب: "فتاوى.. وأحكام للمرأة المسلمة" لفضيلة الشيخ عطية صقر الرئيس
الاسبق للجنة الفتوى بالأزهر الشريف، فيقول:
قال تعالى: { إِنَّ الصَّلَاةَ
كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} (النساء:103) ، وقال ايضا فى
كتابه الكريم: { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ
وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} (العنكبوت:45)، وقال صلى الله عليه
وسلم: "بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة" رواه مسلم.
وقال عندما ذكرت الصلاة "من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة
يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة ، وكان يوم
القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبى بن خلف" رواه أحمد بإسناد جيد والطبراني
وابن حبان صححه.
هذه النصوص وغيرها كثير تفيد أن الصلاة مفروضة ، ولها أثرها الحسن في
السلوك، وثوابها العظيم يوم القيامة ، وان من تركها فقد كفر، وذلك إذا جحد وجوبها
وانكر أنها مفروضة عليه فوجوبها أمر مجمع عليه ومعلوم من الدين بالضرورة أما من
تركها كسلا وتهاونا مع الاعتقاد بأنها مفروضة عليه فهو مؤمن عاص وفاسق، عقابه شديد
عند الله أن لم يغفر له.
والصلاة واجبة على الرجل والمرأة علي السوواء ، وكثيرا ما يأتى الخطاب
والحديث فى القرآن الكريم عن الرجال ويشمل النساء أيضا ، لأن الرجل هو الأصل في التكليف
لخلقه أولا والمرأة تبع له، وأحيانا يأتى النص على النساء، استجابة لسؤال، فقد أخرج
الترمذى بطريق حسن عن أم عمارة أنها قالت للنبى صلى الله عليه وسلم: ما أرى كل شيئ
إلا للرجال وما أرى النساء يذكرن بشئ ..
فنزلت الآية الكريمة: { نَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ
وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ
وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ
وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ
فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ
اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (الاحزاب:35)
كما أخرج الترمذى وغيره أن أم سلمة رضى الله عنها قالت : يا رسول الله لا
أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيئ، فأنزل الله تعالى: { فَاسْتَجَابَ لَهُمْ
رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم
مِّن بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي
وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ
عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} (آل عمران: 195) .
وأى عمل من الأعمال الخيرية لا تغنى عن الصلاة ، فلم يضعها النبي صلى الله
عليه وسلم عن أى أحد مهما كان عنده من أعباء وأعذار، وعلى المرأة أن تؤمن بذلك،
والصلاة نور وبركة وعون على الإخلاص في كل عمل.