رئيس التحرير
عصام كامل

أنور المعداوي يتحدث عن مقهى الأدباء في مصر

أنور المعداوي
أنور المعداوي


تجار وصعاليك وطلاب وأدباء.. تستطيع أن تميز كل مقهى عن الأخرى بروادها ، ولكل مقهى اتجاه أدبى خاص وقيمة اجتماعية خاصة ، فمثلا رواد مقاهى الجيزة يهتمون بضرورة الشكل الجميل بجانب المضمون ، ورواد مقاهى باب اللوق يحطمون الشكل الجميل فى سبيل مضمون واضح هادئ، أما رواد كازينو الأوبرا مثلا فهم قوم هادئون يهمهم الهدوء من أجل التأمل.

 


وكما نشرت مجلة صباح الخير عام 1957 موضوعًا عن مقاهى الأدباء كتبه أنور المعداوى يقول فيه: على مقهى الكمال وبجانب الباب الزجاجى منضدة أنور المعداوى التى كتب عليها تعليقاته المشهورة ، وعليها كتب عبد القادر القط أشعاره فهو لا يستطيع الكتابة إلا فى المقهى فيقول: تعودت أن أكتب وأنا أدخن الشيشة وهذه غير موجودة فى بيتى.


أما الثنائى أنور فتح الله ومحمد محمود شعبان فقد كتبا هنا أيضا معظم تمثيلياتهما الإذاعية ، والشاعر محمود حسن إسماعيل كتب على نفس المنضدة ، كتب أغنية النهر الخالد التى غناها محمد عبد الوهاب.
شهدت مقهى الكمال الخطوات الأولى للشاعر أحمد عبد المعطى حجازى فى عالم الدب حين قدم أول قصائده إلى رجاء النقاش وأنا وعبد القادر القط ومن يومها صار من رواد المقهى ، وأحيانا يأتى أستاذنا محمود السعدنى وفى جعبته ساعتان أو أكثر من الضحك المتواصل وكذلك نعمان عاشور الذى يشكو من كل شيء ولا يعجبه أى شيء.
يقول المعداوى: لا أنسى جرسون المقهى عم عبده وأنا أحضر إلى القهوة أنا والدكتور القط منذ كنت فى أول سنة جامعة عام 1921 ، وكان معنا الدكتور محمد كامل حسين والدكتور عبد الحميد يونس ومن يومها أصبحت الكمال وطنا شعوريا لنا.. أما عم عبده الجرسون فهو نموذج شعبى نتذوقه فنشأت بينى وبينه ألفة عميقة، وكان يشاركنا الحديث فيتحدث عن الله ، وعن جمال عبد الناصر وعن الشعر والقصة ، كان صديقا للأدباء والطلبة.
وكان عم عبادة فيلسوف صعيدى يبيع ورق اليانصيب أمام المقهى وكان يتحدث أيضا فى السياسة والأدب والشعر.
وفى مقهى باب اللوق فى شارع منصور أمام مبنى رابطة الأدب الحديث وقد ارتبط مصير المقهى بالرابطة ويجلس على المقهى فوزى العنتيل ونجيب سرور والقصاصين بدر نشأت وفاروق منيب وصبرى موسى الذى كان يحضر فى بعض الأحيان.

«بنسيون فؤاد».. هنا جسدت شادية رواية «ميرامار» لـ«أديب نوبل»
وكازينوا أوبرا بالسلم الحلزونى حيث كان أول الحاضرين إليها الأديب نجيب محفوظ ثم عبد الحميد جودة السحار وعلى أحمد باكثير ويوسف الشارونى وصلاح عبد الصبور، وكان نجيب سرور يتزعم حملات التنكيت فى القاعدة ويضحك ويقهقه بصوت عالٍ، وكانت ندوتهم تتميز بالهدوء وتبتعد الحادة عن المناقشات الحادة أى إذا حضر يوسف إدريس أو عبد الرحمن الشرقاوى ، فيوسف إدريس متعصب للعامية ومحفوظ وباكثير يفضلان الفصحى فيقوم النقاش وأحيانا يتطور الأمر إلى حد الخصام.

الجريدة الرسمية