الصحة العالمية تكشف عن ارتفاع نسبة العنف ضد المرأة.. 35.6 من النساء يتعرضن للعنف الجسدي والتحرش.. نسبة الاعتداء الجنسي في أفريقيا أقل منها في أوربا بـ 1%
ذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية أن التقارير التي كشفت عنها منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة -مؤخرا- جاءت صادمة بعد أن أكدت ارتفاع نسبة العنف ضد المرأة.
وأشارت الصحيفة -في تقرير بثته بموقعها على شبكة الإنترنت- إلى الإحصائيات التي توصلت إليها تقارير منظمة الصحة العالمية، والتي أفادت بأن امرأة من بين كل ثلاث حول العالم أي مانسبته 35.6% تتعرض في حياتها -إجمالا- للعنف سواء كان جسديا أو جنسيا، وأن هذا العنف عادة ما يمارس ضدها من قبل شريك حياتها، كما أوضحت أن نسبة 38 % من جرائم قتل النساء -حول العالم- يكون مرتكبها الشريك الحميم للضحية.
وقالت الصحيفة: إن غنى ورقي بعض المجتمعات لم يحل دون تعرض المرأة فيها للعنف بمختلف أشكاله، فقد أفادت الدراسة أن 32.7% من النساء في الدول ذات معدلات الدخل العالية يتعرضن في إحدى مراحل حياتهن للعنف.
وسجلت أفريقيا، وفقا للتقارير الأممية، أعلى نسبة ممارسة للعنف ضد المرأة، مشيرة إلى تعرض نصف نساء القارة تقريبا للعنف الجسدي والجنسي، بنسبة بلغت 45.6%، كما تتعرض امرأة من بين كل أربع للعنف في الدول الأوربية ذات معدلات الدخل المتوسطة والمنخفضة.
وأوضحت التقارير أن نحو 42% من النساء اللاتي يتعرضن للعنف يعانين إثرها من إصابات جسدية أومشكلات نفسية تجعلهن في حاجة للرعاية الطبية، وأن الحالات التي تصل للمستشفيات من النساء اللاتي أصبن نتيجة ممارسة العنف ضدهن ينحصر أغلبها في حالات كسور العظام ومضاعفات ذات علاقة بالحمل فضلا عن الاضطرابات النفسية.
وأشارت التقارير إلى ارتفاع معدلات تعرض المرأة للتحرش أو الاعتداء الجنسي في الدول الغنية عن باقي دول العالم، لافتة إلى تعرض 12.6 % من النساء في الدول الغنية للاعتداء الجنسي من قبل رجال غرباء مقابل تعرض 11.9% من النساء في أفريقيا للأمر ذاته.
وأكدت التقارير الأممية ما توصلت إليه دراسات سابقة بشأن العلاقة الطردية بين مستوى تعليم المرأة وفرص تعرضها للعنف، فكلما زاد مستوى تعليم المرأة كلما قلت فرص تعرضها للعنف، والعكس صحيح، وكذلك الحال بالنسبة للمرأة العاملة، فهي -غالبا- لا تتعرض للعنف على النحو الذي تتعرض له النساء غير العاملات، غير أن هذا الاستنتاج -وفقا للتقارير الحديثة- لا ينطبق على جميع مناطق العالم.
ونقلت الجارديان في ختام تقريرها عن مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتورة مارجريت تشان قولها: "إن النتائج التي كشفت عنها التقارير الأخيرة تبعث برسالة قوية مفادها أن العنف ضد المرأة أصبح مشكلة عالمية تتفشى كالوباء"، مؤكدة أن أنظمة الصحة حول العالم عليها أن تستعد جيدا للتعامل مع تزايد الحالات الناتجة عن تفشي هذه الظاهرة.
