رئيس التحرير
عصام كامل

أزهريون ينتقدون فتوى "الهيئة الشرعية" ويصفونها بالجهالة.. كريمة: المتسلفة الوهابية لا علم لهم بالقرآن والسنة.. النجار: يجيدون فتاوى إراقة الدماء...عاشور: تكفير المعارضين لنظام الإخوان رأي فرق منحرفة

الشيخ أشرف عبد المنعم
الشيخ أشرف عبد المنعم

انتقد أزهريون فتوى الشيخ أشرف عبد المنعم أمين المكتب العلمي والدعوي بالجبهة السلفية والعضو المؤسس للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، بوجوب دفع من يحمل السلاح من المتظاهرين في 30 يونيو ولو بقتله، مؤكدين أن الإسلام دين حنيف لا يبدأ بالعنف والعدوان ولا يفترض النية السوء في المتظاهرين السلميين.

وقال عبد المنعم، في فتواه: "المشهد السياسي في بلادنا، والذي يظهر في مقدمته بعض المجرمين من المنتقصين لدين الإسلام الساخرين من شرائعه وحلفائهم من ذوي الطرح النصراني الطائفي، ومن سار في ركابهم من المخدوعين بدعوى الاعتراض على سياسات للرئاسة، ومن حقهم هذا الاعتراض، أطلقوا تهديدات بالقتل واستخدام السلاح ضد مخالفيهم، وتواطأت معهم داخلية الفلول وإعلامه، وكانت بداية ذلك بالاعتداء على بيوت الله، في سياق تجاوز كل الحرمات، واتسع لينال كل من له سمت الإسلام، رجلًا كان أو امرأة، بتعد على الأنفس والممتلكات والبيوت".

وأضاف: "مع معارضتنا لكثير من سياسات الرئاسة وانتقادنا لها علنًا في مواضع كثيرة إلا أن الحالة الراهنة توجب على المسلم عدم مشاركة هؤلاء أو الانتظام في صفوفهم، بعدما تبينت حقيقتهم، بل الواجب دفع هؤلاء الضالين عن دين المسلمين ودنياهم بما يقدر عليه، ولو لم يندفعوا إلا بالقتل وجب قتلهم، ونحن في هذا ندفع الظلم ولا نعتدي".

وتابع عبد المنعم: "فالقتل ليس هدفا، لكنه قد تلجأ إليه كوسيلة لحفظ الحياة وحماية الأحياء، ممن يتعرض لأنفسهم، ولا ينتظر حتى يوغلوا في الدم الحرام، بعد أن ظهرت النوايا وصدقتها الأفعال، بل يبدأ بدفع المعتدين من أهل البغي، لتقليل الخسائر بقدر الإمكان، مؤكدا أن لا شيء على من قتل معتديا على نفسه أو عرضه، فإن المعتدي هو الظالم، وهو المتسبب في كل ضرر يقع".

وهو الأمر الذي انتقده الدكتور أحمد محمود كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، مؤكدا قول الرسول الكريم: "كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل". 

وقال كريمة: "المتسلفة الوهابية لا علم لهم بالقرآن والسنة النبوية، لأن معظمهم تعليم مدني ترك الحلاق شهورا طويلة وقصر ثيابه، وأوجد دينا له غثاء السيل، فهولاء يوصلون المجتمع إلى غربة الإسلام".

ونوه إلى أن المسلم لا يبدأ بالعدوان وإذا أراد أن يدفع العدوان عن نفسه على النحو التالي بالصياح ثم الصراخ ثم الضرب الخفيف ثم المتوسط فالشديد، ثم الجرح الخفيف فالمتوسط ثم الشديد، فإذا انتهى المعتدى عليه لا يهينه ولا يذله أو يغتنم أمواله.

وأشار كريمة إلى أن المتسلفين الوهابيين خبراء في إثارة الأباطيل والشغب على الإسلام، ويكفي البيان القوى لمشيخة الأزهر على من وصفهم بالفرقة المنحرفة.

وقال الدكتور عبد الله النجار أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية: السلفية الوهابية تجيد فتاوى إراقة الدماء، ومن المحزن أن يصل الحال بالإسلام لهذا الوضع.

وأوضح النجار أن الحديث الذي استشهد به الشيخ أشرف عبد المنعم والخاص بقول عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْت إنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي، قَالَ: «فَلا تُعْطِهِ مَالَك». قَالَ: أَرَأَيْت إنْ قَاتَلَنِي؟ قَالَ: «قَاتِلْهُ». قَالَ: أَرَأَيْت إنْ قَتَلَنِي؟ قَالَ: «فَأَنْتَ شَهِيدٌ». قَالَ: أَرَأَيْت إنْ قَتَلْته؟ قَالَ: «هُوَ فِي النَّارِ» قال النجار إن الأعداء هم المقصودون من هذا الحديث وليسوا شركاء الوطن وأبناءه.

ولفت الانتباه إلى أنه إذا قابل الإنسان شخصا شاهرا سلاحه، واختلط عليه الأمر بأنه ربما يكون بلطجيا فعليه الاحتياط وألا يبادر بقتله فلا يجوز أن نبدأ بالعدوان أو ننتوي النية السوء.

بينما رفض الشيخ محمود عاشور التعليق على هذه الفتوى، وكيل الأزهر الأسبق عضو مجمع البحوث الإسلامية، قائلا: لا أعلق على هذا العبث بالدين الحنيف والفهم الخاطئ للقرآن والسنة.

أضاف عاشور أنه اكتفى بفتوى مشيخة الأزهر الشريف الذي وصف فيه تكفير المعارضين لنظام حكم جماعة الإخوان في مصر بأنه "رأي الفرق المنحرفة عن الطريق الصحيح للإسلام"، كما اعتبر أنه كلام يرفضه صحيح الدين، ويأباه المسلمون جميعًا، ويجمع فقهاء أهل السُنة والجماعة على انحرافه وضلاله.
الجريدة الرسمية