بالصور.. "فيس بوك" أداة السوريين للتعبير عن الواقع الداخلي في غياب الرقيب.. تغليف الأطعمة بالأموال يكشف انهيار العملة.. وانهيار المنازل يؤكد ممارسات جيش الأسد
أصبح "فيس بوك" من أكثر مواقع التواصل الاجتماعي التي يلجأ إليها النشطاء السوريون للتعبير عن الواقع الداخلي السوري مع تدهور الحالة الاقتصادية وانهيار قيمة الليرة السورية، وممارسات الجيش النظامي وبعض الجبهات والكتائب الجهادية المعارضة للأسد، بالإضافة إلى النقص في المواد الغذائية الأساسية والمحروقات والانقطاع الذي يصل إلى قرابة 15 ساعة يوميًا للتيار الكهربائي.
ويعتبر السوريون "فيس بوك" بمثابة طفرة في الصحافة الحرة ولكن الحال يختلف من بلد لآخر، ففي مصر وتونس عقب ثورة يناير بات "تويتر" هو الأكثر استخدمًا للتواصل والتعبير عن حال البلد والدعوى إلى الاحتشاد في الميدان.
ففي صورة نشرت على "فيس بوك" من قبل أحد الناشطين في تنسيقية سراقب (جنوب شرق محافظة أدلب)، في ظل انهيار الليرة السورية ثلاثة أضعاف، تظهر صاحب مطعم يغلف سندويشات الفلافل بالعملة السورية، من فئة ألف ليرة، في إشارة واضحة وصريحة إلى تحول الألف ليرة إلى ورق دشت.
ولجأ الناشطون السوريون إلى صفحات "فيس بوك" لنشر الصور الفوتوغرافية والرسوم الكاريكاتيرية ومقاطع الفيديو التي باتت تصل إلى الملايين في وقت قصير وأسرع من عمل الوكالات الدولية، حيث يتضمن عددًا من السمات التي تتيح للمستخدمين إمكانية التواصل مع بعضهم البعض ويُمكِّن المستخدمين من تحميل الألبومات والصور إلى الموقع، كما يوفر لمستخدميه إمكانية تحميل كم هائل من الصور إلى الموقع مقارنة بالمواقع الأخرى.
ويتشابه مضمون الصور والبوستات والكاريكاتير في "فيس بوك" في ظل الثورة السورية، منذ نحو 27 شهرًا، مع صحف الشعبية والمناطقية، وذلك تبعا للصور والكتابات التي تسيء للطوائف والأشخاص والأديان والمذاهب والأعراق دون رقيب.
وذكر بعض المستخدمين أنه يمكن إنشاء ألبومات بحد جديد للصور قد يصل إلى 200 صورة، ومن ثم أسرع الشباب السوريون إلى نقل الواقع المرير من مناطقهم إلى أصدقائهم في الداخل والخارج وعلى صفحات الثورة السورية الكثيرة على الموقع فكانت الصورة أقواها تأثيرًا وتعبيرًا.
وعلى صفحات "فيس بوك" تم نشر صور المباني والمنازل المدمرة جراء أعمال القصف الجوي والمدفعي من قبل قوات الرئيس بشار الأسد، وصور القتلى والجرحى والمعتقلين من الأطفال والنساء والشباب، ولم تخل الصفحات من الصورة المحظور نشرها لما تحمله من تشويه أو بتر وتناثر للأعضاء البشرية.
وفي صورة أخرى كاريكاتيرية ذات طابع سياسي، وضعت قطعة من اللحم على شكل الخارطة السياسية لسوريا في صحن، حيث تتوسط قطعة اللحم 5 صحون فارغة في كل منها علم لإسرائيل وأمريكا وروسيا والصين وإيران من سكين وشوكة في دلالة على اقتسام الوجبة بين تلك الدول.
وانتشر "فيس بوك" في سوريا بين المراهقين والشباب على عكس (تويتر) الذي يحتاج إلى أن تكون شخصية معروفة لتحصل على متابعين بعكس "فيس بوك"، وهو دليل على أن الثورة السورية ثورة شعبية وليست ثورة نخبوية مقتصرة على المغردين على "تويتر".
ومن المميزات التي تساعد النشطاء السوريين على "فيس بوك" هي (لوحة الحائط) وهي عبارة عن مساحة مخصصة في صفحة الملف الشخصي لأي مستخدم بحيث تتيح للأصدقاء إرسال الرسائل سواء كانت كتابات أو روابط لتحميل مقاطع الفيديو من موقع "يوتيوب" أو الصور إلى الأصدقاء في الموقع، كما ينشر النشطاء مقاطع الفيديو لمعارك الجيش الحر ضد القوات الحكومية.