رئيس التحرير
عصام كامل

السفير السودانى بالقاهرة في حوار لـ "فيتو": سد النهضة بات أمرا واقعا يستحيل إزالته أو إيقاف بنائه

فيتو

السودان لم ولن توقع على اتفاقية "عنتيبى" لأنها ستصيبنا ومصر بالضرر

تجاهل مصر لإثيوبيا سر بناء «السد» 

الضرر الواقع على السودانيين من السد الأثيوبى أكثر من مصر

اجتماع مرسى المعلن مع ممثلى القوى السياسية "جرحنا" وأصابنا بالقلق والتوتر

نتعرض للشتائم من الأحزاب المصرية التي لا تفهم أبعاد القضية

لن نلجأ للتصعيد بسبب إساءة أيمن نور لحرصنا على العلاقات مع مصر

لم ولن نتخلى يوما عن مصر مهما فعل أو تفوه أشخاص بكلمات غير مسئولة

رغم اختلاف الرؤى بين البلدين لن نسمح مرة أخرى أن تذكر السودان بهذه الصفات

الحكومة الإثيوبية أبدت روح التعاون للمحافظة على حصة السودان في مياه النيل

بناء سد النهضة الإثيوبى يشغل بال المصريين لما له من ضرر بالغ على حصة مصر من مياه النيل، ولأن الأمر نفسه ينسحب على السودان الشقيق، فقد التقت "فيتو" السفير السودانى بالقاهرة كمال حسن على، الذي أكد أن السد الإثيوبى بات أمرا واقعا يجب الاعتراف به، ومن هذا المنطلق أجدر بالجانبين المصرى والسودانى الإشراف على بنائه لتقليل الأضرار الناجمة عنه.

وكشف حسن أن السد الإثيوبى يمثل للشعب السودانى نفس أهمية السد العالى لمصر، لافتا إلى أن أديس أبابا أبدت موافقتها على المحافظة على حصة الخرطوم من مياه النيل.. وإلى نص الحوار:

> في البداية كيف تلقيتم هجوم الدكتور أيمن نور على السودان في اجتماع القوى السياسية مع الرئيس محمد مرسى مؤخرا ؟
- ما صدر من الدكتور أيمن نور رئيس حزب غد الثورة وغيره من رموز القوى السياسية أثناء اجتماعهم المعلن مع الرئيس مرسى يشكل أمرا جارحا للسودان حكومة وشعبا، وأصابنا بشيء من القلق والتوتر، ما دفعنا إلى تقديم احتجاج رسمي لوزارة الخارجية المصرية رافضين فيه ما صدر من كلام خلال هذا الاجتماع، ولكننا مع ذلك لن نصعد الأمر لأننا أكثر حرصا على العلاقات المصرية السودانية، فهى علاقات تاريخية اعتمدت على الترابط والتلاحم بين الشعبين الشقيقين، لذا لم ولن نتخلى يوما عن مصر وسوف نظل دولة واحدة مهما فعل أو تفوه أشخاص بكلمات غير مسئولة، ولكن رغم اختلاف الرؤى بين البلدين لن نسمح مرة أخرى أن تذكر السودان بهذه الصفات.

> عدد من الأحزاب السياسية تقدم باعتذار عما بدر من ممثليها.. فماذا كان ردكم ؟

- تقبلت اعتذار العديد من القوى الحزبية، ومنهم اعتذار الدكتورة شيرين عبد الوهاب نائب رئيس حزب غد الثورة عما بدر من الدكتور أيمن نور، والتي قالت إنه يتحمل مسئولية كلامه بصفته الشخصية ولا يعبر عن رأى الحزب من قريب أو بعيد.

> هل يمكن أن توقع السودان على اتفاقية عنتيبى؟
- السودان لم ولن توقع على هذه الاتفاقية لأنها بالفعل ستصيبنا ومصر بالضرر.

> ما هو الرأى النهائى للسودان في بناء سد النهضة ؟
- ندرك أننا أصبحنا أمام أمر واقع، لأن الشعب السودانى يرى ما لا يراه المصريون، فقد بات من المستحيل إزالة سد النهضة أو وقف بنائه حتى وإن اجتمعت مصر والسودان على قلب رجل واحد، والسودانيون يرون أن للسد كثيرا من الفوائد كما له سلبيات وأضرار، والضرر الواقع على السودانيين أكثر من مصر، لأنه إذا حدث له أي انهيار فسوف يغرق السودان كله، أما عن الإيجابيات، فيمثل السد للسودان نفس فائدة السد العالى للمصريين، لأنه سيمنع كوارث الفيضانات التي تتسبب في إغراق الكثير من الأراضى والقرى السودانية كل عام، مما يضر بالسودانيين والحيوانات والأراضى، بالإضافة إلى أن السد سيوفر للسودان ومصر الكهرباء الرخيصة، وأظن أن الشعب المصرى يعانى الانقطاع المستمر في الكهرباء بسبب النقص المستمر في الطاقة المولدة من السد العالى.
> ماذا عن التعاون السودانى الإثيوبى في مياه النيل؟
- الحكومة الإثيوبية أبدت روح التعاون بالنسبة للمحافظة على حصة السودان في مياه النيل، وأعتقد أنها على استعداد لنفس الشيء بالنسبة لمصر، وللأسف الأحزاب المصرية تبنى مواقفها السياسية تجاهنا بالنسبة لسد النهضة من وجهة نظرها، وعلى هذا الأساس يوجه أعضاؤها اتهامات غير حقيقية لنا بل ويشتموننا، وهذا غير مقبول شكلا وموضوعا.

> ما أسباب تصميم الحكومة الإثيوبية على بناء سد النهضة ؟
- السبب الرئيسى لتصميم أديس أبابا على بناء السد هو إهمال مصر للملف الأفريقى ولإثيوبيا بصفة خاصة، فالشعب الإثيوبى يعيش تحت خط الفقر وفى ظروف لا يتحملها بشر، ولديهم فقر في الموارد، ونحن نعرفهم جيدا بحكم أن الكثير منهم يعيشون بالسودان، لذا لم يكن أمام الإثيوبيين فرصة للخروج من الفقر المدقع إلا ببناء سد النهضة، لدرجة أن كل مواطن إثيوبى تبرع بجزء من دخله للمشاركة في بناء هذا السد، لذا فعلى المصريين التقرب للشعب الإثيوبي بدلا من الكلام الذي لن يجدى بشيء، وعلى الأقل إذا أشرفنا نحن والمصريين على بناء السد سوف نضمن أنه لن يصيبنا الضرر، لأننا سوف نطمئن على شكل البناء بالمواصفات التي تفيد مصر والسودان وإثيوبيا.

> هناك مخاوف من انهيار سد النهضة.. كيف تراها؟

- ليس من المعقول أن تنفق إثيوبيا مليارات الدولارات على سد معرض للانهيار، لذا فهذا أمر يستبعده العقل والمنطق.
الجريدة الرسمية