رئيس التحرير
عصام كامل

ســــرطــــــنة مصـــــــر


وحدة بناء أى كائن حى هى الخلية والخلية عبارة عن وحدة صغيرة جدا تحتوى بداخلها على النواة والكروموسومات والميتاكوندريا وأشياء كثيرة تسبح فى سائل يسمى بالسيتوبلازم ويحاط هذا السائل بغشاء رقيق جداً .


والخلايا أنواع وكل نوع مسئول عن وظيفة معينه تؤديها الخلية بناء عن معلمومات مكتوبة بداخلها تنفذ وفق برنامج دقيق لا زيادة فيه ولا نقصان وتتوافق أنواع الخلايا مع بعضها البعض بتناغم دقيق وبسرعة محسوبة مسبقاً داخل كل خلية لتؤدى فى النهاية إلى حياة الكائن الحى بصورة طبيعية .. وبذلك نرى أن الاختلاف داخل الكائن الواحد سنة من سنن الكون لا تسير الحياة بغيرها وصحيح أن هناك كائنات ذات خلية واحدة تسمى بالكائنات الدنيئة ولكن حتى تلك الكائنات كما ذكرنا فى بداية المقالة فمكوناتها الداخلية مختلفة كل يؤدى وظيفته بدقة محسوبة وفق برنامج دقيق لتحيا الخلية.

أما الإنسان فيندرج تحت الكائنات الراقية متعددة الخلايا تسرى فى عروقة دماء تسير وفق مبدأ الاختلاف وبغير الاختلاف لا تسير الحياة حتى على مستوى الفرد الواحد .. إذاً فمن المستحيل أن تسير الحياة على نمط واحد فالأفراد تُكون أُسر والأُسر تُشكل جماعات وشعوب ودول تختلف فيما بينها ثقافياً وبيئياً .. وبالفطرة يفهم الإنسان لغة الاختلاف ويتعايش معها بكل بساطة .

ولكن أن تفكر إحدى خلايا الكائن الحى فى أن يكون لها برنامج خاص غير متوافق تحاول أن تفرضه وبقوة على بقية خلايا الجسم فهذا هو مرض السرطان اللعين الذى يعتقد أن الخلل الذى يصنعه بالخلية هو الصالح ويرى الخلية وقد تسبب فى انقسامها وتعدُدها عشوائياً إبداعا .. ولا يرى أن الجسم سيهلك بالكامل بسسب هذا الخلل إذ لم يُعالج وتستأصل تلك الخلايا المريضة حتى شفاء الجسم بالكامل.. تلك الخلايا السرطانية لا تعى أنها ستموت هى أيضاً إذا هلك الجسم وذلك لأنها لا تفكر فى نتائج ما تفعله لأنها تسير وفق برنامج غير متوافق مع الجسم وبذلك فالخلايا السرطانية تكتب موتها بنفسها قبل موت الجسم المزروعة فيه.

وكما أن الخلايا أنواع فالسرطان أيضاً أنواع وأخطر أنواع السرطانات هو سرطان إفساد العقول والقلوب والتلاعب فى فطرتها الطبيعية لفهم التَديُن من وجهات نظر عمياء لا ترى ولا تفهم إلا ما يُملى عليها من الكائن المسرطن فيدمر ويحرق كل من حوله بلا وعى وبلا مشاعر.. وذلك لأنه خرج من السياق الحياتى الطبيعى إلى نسق مجنون يؤدى فى نهاية الأمر إلى هلاكه وهلاك كل من حوله.
ولا عجب أن يأتى كائن مسرطن يدافع عن شرعية رئيس دمر البلد وأتى بكائنات تاريخها دموى أسود ويُجلسهم فى مناصب الحكم .. فإذا لم تستأصل تلك الكائنات المسرطنة فى أسرع وقت ستموت مصر إلى الأبد وسنموت نحن وهم معنا ولكن ليس هذا هو المهم الأهم هذا الميراث الأسود الذى سنتركه لأولادنا بعد موتنا.. فهل ستبقى بعض تلك الخلايا المسرطنة لتصيب أولادنا ويكون مصيرهم هو نفس مصيرنا أم سنستطيع علاج أنفُسنا ونحميهم ونحمى أحفادنا من الأمراض المنتشرة على أرض العرب.

ما أصعب أن يحكمك السرطان فبدلا من أن تجاهد فى سبيل الرقى والعُلا يضيع عمرك وعمر أحفادك بأكمله جهاداً وبحثاً فى أن تعيش وتتنفس ككائن حى طبيعى .

لذلك يجب أن تفهم أيها الشعب إن كان ما زال لديك القدرة على الفهم لماذا ينظر الغرب إلينا هكذا ولماذا هم فى تقدم مستمر لا يقف ونحن نتكلم عن النهضة ولا نستطيع حتى النهوض من على مقعدنا.. قم أيها المصرى وانتزع بنفسك تلك الكائنات الغريبة التى أصابت جسدك فلن يفعل هذا أحد غيرك فإن لم تستطع فانتظر الموت قادم إليك لا محالة لينتزع روحك بلا رحمة باثقاً على جسدك الذى سوف لا يجد من يوارى سوءته.

الجريدة الرسمية