بالصور.. "عرض خاص 2".. إبداع في مركز الإبداع وكنوز من المواهب الشابة
يختتم اليوم، الخميس، مركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية عرض مسرحية "عرض خاص 2" الذي يعد مشروع تخرج الدفعة الثالثة من قسم الإخراج لاستوديو مركز الإبداع الفني تحت إشراف المخرج القدير عصام السيد.
وعلى مدى 5 أيام شهدت خشبة مركز الإبداع تهافت الجماهير لمتابعة عرض أكثر إبداعا بعنوان "عرض خاص 2"، قدم 6 مواهب مخرجة شابة قدموا 6عروض مسرحية مكثفة مدة كل عرض منها لا يتجاوز الربع ساعة، ونجح المخرج عصام السيد في وضع لمسته الإخراجية بالربط بين العروض الستة عن طريق ضابطي أمن الدولة الذين يحققان مع كل مخرج فور الانتهاء من عرضه بتهمة تقديم عروض سياسية معارضة للنظام.
العرض الأول "حالة طوارئ" للمخرج مينا عزت، يجسد خلاله فكرة كيفية استخدام الحكام لفكرة بث الهلع في نفوس الشعوب المحكومة مستخدمين في ذلك النماذج المسطحة من الشعب الذين لا هم لهم في الحياة سوى إشباع شهوتي الطعام والجنس فقط.
وما أن انتهى العرض الأول حتى ظهر ضابطا أمن الدولة اللذان نجحا في رسم الضحكة والبهجة على وجوه الحاضرين بأدائهما الرائع أثناء التحقيق مع مخرج العرض، وكذلك الحال مع نهاية باقي العروض.
يعقبه العرض الثاني بعنوان "الكنبة" لمخرجه أحمد فؤاد، والذي رصد بشكل كوميدي ساخر طبيعة أفراد حزب الكنبة السلبيين في مواجهتهم للأحداث السياسية المتلاحقة في مصر خلال الفترة الأخيرة، وذلك من خلال زوج وزوجة جبناء يتابعون الأحداث من فوق "الكنبة" التي أبدع المخرج في مطابقة "كسوتها" لملابس الزوجين كما تفوق الممثلان باسم قناوي ومنى جمال على نفسيهما في أداء دوريهما بسخرية ورشاقة.
العرض الثالث "بلاك" من إخراج محمد نشأت، هو العرض الأكثر تميزًا وتعقيدًا من بين العروض الستة، ورغم كونه مأخوذًا عن فيلم هندي لأميتاب باتشان يحكي قصة فتاة ولدت عمياء وبكماء، إلا أن طريقة التناول وتمصير الرواية مصحوبًا بالإضاءة الخافتة المعبرة عن حالة الطفلة "ميشيل" والموسيقى الصاخبة توجت المجهود المبذول في هذا العرض تحديدًا. ويبقى أداء أحمد محمدي "المـُعلم" وألحان المهدي "الفتاة ميشيل" يفوق الوصف ولن نبالغ إذا أجزمنا أن كليهما يستحق جائزة أحسن ممثل وممثلة عن هذين الدورين.
العرض الرابع "مطلوب عروسة" لمخرجه أحمد عبد الفتاح، قصة قد تبدو مستهلكة وهي محاولة شاب البحث عن فتاة أحلامه والاستقرار في النهاية على فتاة كانت أمام عينيه، إلا أن الحوار المكتوب بحرفية وخفة ظل، فضلًا عن أداء محمد حبيب التمثيلي والفتاة سارة سلام التي قامت بدور 3 فتيات مختلفة الطباع أضفى على العرض رونق خاص وتناول كوميدي جديد لقضية تشغل بال الشباب والفتيات دائمًا صراع البحث عن شريك العمر.
العرض الخامس "فلاش باك"، من إخراج محمد حبيب. على الرغم من حرفية العرض وأداء محمد حبيب "المخرج الممثل" الحركي المتقن، إلا أن العرض قد بدأ الأقل جذبًا للجماهير من بين العروض الستة، وقد يعود ذلك إلى كون الرواية مستهلكة (روميو وجوليت) أو لافتقاد الخيط الدرامي في تحول الحبيب روميو إلى قاتل دون سبب واضح!!
العرض السادس والأخير "باب الفتوح" من إخراج شريف سمير. يمثل الرسالة السياسية المقدمة من العرض، خطبة ورسالة موجهة للنظام الحاكم الحالي في مصر مستخدمة نفس لغة حديثهم "الدين"، أبدع في أدائها القائمون بالأدوار التمثيلية – شأنهم شأن باقي ممثلي العروض الستة الذي قدمهم خالد جلال رئيس مركز الإبداع الفني للفن المصري على طبق من ذهب ككنوز مواهب شابة تحتاج من ينظر إليها.
"عرض خاص 2" لم يكن مشروع تخرج لمواهب صاعدة فحسب، وإنما عمل فني شديد الاحترافية يعيد لخشبة المسرح قيمته الفنية العظيمة، بأقل التكاليف، بل وبتذاكر مجانية.
