رئيس التحرير
عصام كامل

كواليس لقاء الرئيس بالأزهر والكنيسة بالاتحادية.. "مرسي" لـ"البابا": حزنت من تصريحاتك.. و"تواضروس": الكنيسة مؤسسة روحية ليست ذا صلة بالأمور السياسية.."الطيب": نأمل أن يمر 30 يونيو بلا دماء

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني

في زيارة أثارت جدلًا واسعًا بين الأوساط المصرية كافة، وشملت فصائل المصريين من مسلمين ومسيحيين، حتي جعلت الجميع يلهثون ويترقبون لقاء الرئيس مرسي، بالإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، وبابا الكنيسة المصرية تواضروس الثاني، والتي قد وجهت الرئاسة دعوة مفاجئة لهم، وجاء ذلك وسط حالة من الدهشة والرهبة من قبل المواطنين كافة، خشية من خنوع أو ممارسة ضغوط من قبل مؤسسة الرئاسة أو النظام الحاكم على تلك المؤسسات الدينية، وخاصة أن اللقاء جاء على أعتاب تظاهرات 30 يونيو، والتي دعا إليها كافة القوي والحركات السياسية والتي بدأت بالفعل حراكها بالشارع المصري.


كشف مصدر مطلع لـ "فيتـو" عما دار خلف الستار في هذا اللقاء، حيث ذهب البابا، ووفد رفيع المستوي من الكنيسة قرابة الساعة الثالثة والنصف عصر أمس الثلاثاء، كما حضر شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب، ووفد من الأزهر، وكان في استقبالهم بقصر الاتحادية المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير عمر عامر، وذلك في قاعة كبار الزوار.

وأضاف المصدر أن الدكتور مرسي رحب بالبابا وشيخ الأزهر، وتناقش مع البابا حول الأقباط، وما هي الحلول المقترحة للأزمات المتلاحقة بهم، كما أشاد الرئيس بدور الكنيسة المصرية التي لا تتواني عن خدمة الوطن، وفي إشارة إلى أزمة سد النهضة الإثيوبى، تطرق الرئيس مع البابا عن الدور الذي تستطيع الكنيسة المصرية في مخاطبة وود الكنيسة الإثيوبية من أجل التأثير عليهم ووضع حد وحل لأزمة سد النهضة، حيث أنها تهدد الوطن أجمع.

وأكد البابا أن الكنيسة القبطية المصرية سوف تسعي وتعمل بكل جد للتواصل مع الكنيسة الإثيوبية التي تربطهما علاقة قوية منذ آلاف السنوات، وسوف تعمل الكنيسة على مخاطبة وود الإثيوبية خلال الزيارة المرتقبة للبابا أيضًا لمحاولة تحديد آلية للتعامل مع الأزمة.

وأوضح "المصدر" أن الرئيس أعرب عن حزنه إيذاء تصريحات البابا الأخيرة التعلقة بتظاهرات الأقباط يوم 30 يونيو الجارى، كما حث على ضرورة توعية الكنيسة للأقباط بسلمية التظاهرات المرتقبة.

وعلى الجانب الآخر، أكد البابا تواضروس للرئيس مرسي أن الكنيسة مؤسسة رعوية روحية ليست ذا صلة بالعمل والأمور السياسية بكافة أشكالها.

كما تقدم الرئيس مرسي للبابا تواضروس بواجب العزاء في ضحايا أحداث الخصوص، وأعرب عن أسفه لما حدث من هجوم باغت على الكاتدرائية، مؤكدًا أن الكنيسة جزء لا يتجزأ من الوطن، عطفًا بأنها مؤسسة دينية وطنية خالصة، وهنأ البابا بكرسي البطريركية، وأشاد بدور الكنيسة في وائد وتحجيم أحداث الفتن الطائفية.

وأعرب البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية عن شكر الرئيس، على واجب العزاء في ضحايا للخصوص، مشيرًا إلى أن أحداث الكاتدرائية جعلت صورة مصر في العالم تسقط وتتهاوي وهي الصورة التي تكونت بناء على موقف الحكومة الذي أخذى الأقباط بمصر والعالم.

واستطرد المصدر أن "تواضروس" قال لـ "مرسي"، إن مصر تشهد الآن مرحلة صعبة في ظل حالة الاحتقان بالشارع المصرى والذي تصاعدت حدته بين التيارات الإسلامية وقوي المعارضة، مشددًا على ضرورة التقارب وتوحيد الصف من أجل الخروج من الأزمات.

وفي ذات السياق أكد المصدر أن الشيخ أحمد الطيب، أشاد بالكنيسة المصرية والتي وصفها بالمؤسسة الوطنية التي ترعي الوطنية ولا تتحامل على أحد، ولكنها تمعلم بمبدأ الوطنية وبقصد تحقيق المواطنة ولم تتبع لنظام أو فصيل.

واختتم المصدر بأن شيخ الأزهر شدد على تكاتف جميع الأطراف والعمل في تعاون مشترك من أجل النهوض بمصر والخروج من الأزمة الراهنة، معربًا عن تمنية زوال حقل الدماء بين أبناء الوطن، واستقرار البلاد وأن تنتهي التظاهرات المرتقبة دون دماء بريئة.
الجريدة الرسمية