رئيس التحرير
عصام كامل

سعد الدين إبراهيم: السلفيون مهيئون للحكم.. طلبوا وساطتي للتقرب من الإدارة الأمريكية.. واشنطن اشترطت التعامل معهم كاحتياطي بديل للإخوان المسلمين

 الدكتور سعد الدين
الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ الاجتماع السياسي

لم يستبعد الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ الاجتماع السياسي ومدير مركز ابن خلدون، إمكانية أن يكون السلفيون بديلا للإخوان المسلمين في حكم مصر، باعتبارهم الأكثر عددًا، وبمرور الوقت اكتسبوا الخبرة السياسية من خلال الممارسة، وبالتالى فهم مهيأون للحكم، وإن كانوا ليسوا بخبرة الإخوان المسلمين.


وتابع سعد الدين: " السلفيون طلبوا بالفعل وساطتي بينهم وبين الأمريكان، ثم أنكروا ذلك، وهذا موقف غريب منهم وغير مفهوم، وكان طلبهم محددا، وهو أن تكون هناك قناة مباشرة بينهم وبين الإدارة الأمريكية، بعيدا عن الإخوان، مشيرًا إلى أنه نقل هذا الأمر لواشنطن، ووصف تصرفهم بالمثل الشعبي القائل :"زي القطط ياكلوا وينكروا"، مضيفا:"عودونا على هذا الأمر، فقد أنكروا أنهم ذهبوا لبروكسل ثم طلب معظمهم فيزا لأمريكا ولكنها معطلة.

ويعتقد أستاذ الاجتماع السياسي أن ترحيب أمريكا بالتعامل مع السلفيين، أن الولايات المتحدة الأمريكية تقبل التحدث مع كافة الأطراف الموجودة على الساحة السياسية في مصر، سواء كانوا إخوانا أو سلفيين أو ليبراليين، طالما لهم ثقل على الساحة السياسية، وفى الشارع المصري، وأيضًا إقليميا وعالميا.

وأشار سعد الدين لـ"فيتو" إلى أن التعاون بين الطرفين يمكن أن يصل لأبعد مدى، طالما يخدم مصالحهما، مؤكدًا أن السلفيين يريدون التعامل بشكل مباشر مع الأمريكان، وبعيدًا عن الإخوان، وهو ما ترحب به واشنطن، وبالتالي فإن تأييد البيت الأبيض لهم في خلافة الإخوان أمر وارد.

ولفت إلى أن السلفيين لهم اتصالاتهم الخارجية بعيدًا عن الإخوان، من خلال رحلاتهم إلى بروكسل والاتحاد الأوربي، ودعوتهم من الجماعات الإسلامية في الخارج، وخاصة في ولاية نيوجيرسي الأمريكية، فضلًا عن مشاركتهم في بعض الاجتماعات، والبقية تأتي.

وقال أستاذ علم الاجتماع: نقلت رغبة السلفيين إلى الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض والبنتاجون والكونجرس إلى جانب الصحافة العالمية، وطلب السلفيون من الأمريكان ألا تمس هذه العلاقة الثوابت الخاصة بهم بأن الديمقراطية حرام، وضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية"، واعتبر سعد الدين هذه المطالب للاستهلاك المحلي واستخدمها الإخوان من قبلهم.

وعن رد واشنطن، قال: هناك بعض التحفظات من جانب الإدارة الأمريكية، التي لها ثوابت تعمل من أجلها، وتتمثل في الحفاظ على أمن إسرائيل، فالأمريكان يرغبون في توفير ضمانات للتعامل فيما يخص العلاقات مع إسرائيل، مؤكدًا على أن الدعم الأمريكي مرهون بأن يقدم السلفيون فروض الولاء والطاعة للولايات المتحدة الأمريكية، مثلما فعل الإخوان، كما أن الإدارة الأمريكية اشترطت التعامل مع السلفيين كاحتياطي بديل للإخوان المسلمين، وهوما سيقبله التيار السلفي لحرصه على كسب إدارة أوباما التي تملك أدوات اللعبة من أجل الوصول للسلطة.
الجريدة الرسمية