"بسايكى".. شعر مصطفى ناصر
"بسايكى"
لا تشعلي الضوءْ
دعينا نكملُ
رقصةَ البارحةْ
دعي الأمورَ هادئة
فالناسُ في المدينةْ
يكرهونَ الحكايا عن العشقِ
بينما يفضلونَ نرجيلةَ الحديثْ
النردَ المرقمَ
احتساءَ الشاي
التدخين
يفضلون ما نكره
ويكرهونَ ما نحـــــبْ
بسايكى..
هيا نعومُ في أقداحِنا الصغيرةْ
كي لا نتركَ مساحةَ للفرارْ
نسكبُ الحبَ في جيوبِنا
نرتقُ الثقبَ الكبيرْ
نزدادُ ضَحِكًا في المسيــرْ
لا الناسُ تعنينــا
حبيبتيَّ الجميلــةْ
لن آمرك
بما فعل السفهاءُ قبلي
لكنني
سأقدسُ الوجهَ الذي
قد باركَ
سيرَ السفينةِ في عبابِ العمرْ
وجهُكِ الفتــانْ
فلا شيء للفنانْ
سوى ابتكارٍ
يفرضُ الكينونةَ المثلى
في علاقةِ الأشياء بالأشياء
في علاقتنا الوطيدةْ
بسايكى
إن الحبَ في مشرقِ الفضيلةْ
لغزُنا المرفوضُ نفسيًا
علميًا
إلهيا
فكيف ستشعلِ الضوءْ
في غرفتي المظلمة
في بيتِك المحرمْ
في مشعلِ القلبِ
وكيف سترفعِ ستائرَ الصبحِ
وكيف ستعبرِ الشارعَ الآخر
كي تشترى لبنًا
خبزًا لإفطاري
حبيبتي الشرقُ منفانا
والغربُ متسعُ
كغاباتِ سافانا
فلتتبعي قدمي
للخلوةِ الحلوة
لصلاةِ ما قبلّ
ساعةِ الصفرِ
فتعطري بالحبِ لكن لا تركبي الباصْ
فليس من الحقِ أن يتنفسَ الركابُ
عطرَكِ الخاصْ
الخاصُ بىْ
فحاولي أن تجعلي حذائكِ
يسلكُ الدربَ الخفي
واقرئي أيه الكرسي
سورةَ الفلقِ
وإن كانا لا يجديانِ نفعا
أو يجديان
أقرئي حتى تكوني في أمان
وفتشي في الدفاترِ عن قصيدتي الأخيرة
واقرئيها
كي يصيرَ إحساسُكِ بالأمانِ صغيرتي
وطنًا لا يهابُ شيئا
لا تخافي إن رااكِ القسُ عابرةَ شوارعنا إلىّ
لا تخافي النقشَ في ذراعكِ الأبيض
لأنه سفرُنا الاتى
الخلدُ للعشاقِ
نورُ السماواتِ
والحبُ تصحيحٌ للدياناتِ
*"بسايكى" معشوقة "كيوبيد" في الاسطورة الرومانية