ضمير عمرو حمزاوى!
خلافات عديدة كادت أن تعصف بوحدة جبهة الإنقاذ.. رغم الجهود التي بذلت من جميع الأحزاب التي شكلتها.. من أجل عدم انفراطها.
فالجبهة مكونة من أحزاب عديدة تختلف في توجهاتها.. ولا يجمع بينها سوى مواجهة جماعة الإخوان المسلمين التي تسعى للسيطرة على الدولة.
لذلك فإن اختلاف الرؤى والسياسات داخل صفوف الجبهة.. أمر متوقع.. ولا يدعو للشماتة التي تظهرها الجماعة التي تبدو محصنة عن الانشقاقات.. لالتزامها بمبدأ «السمع والطاعة».
وإذا قمنا بمراجعة برامج الأحزاب التي تشارك في الجبهة.. نجد أن هناك تباينًا شديدًا وتنوعًا في توجهاتها.. ما بين التوجه الإصلاحى.. والدعوة إلى التغيير الجذرى.
بينما تتمسك بعض أحزاب الجبهة بمقاطعة الجماعة ورفض الحوار معها.. استنادًا إلى تجارب عديدة سابقة. أكدت أن الجماعة لا تلتزم بما يتم الاتفاق عليه.
يرى فصيل آخر أن الجماعة جزء أساسى من التيار الوطنى لا يمكن تجاوزه، ولا يجب اليأس من إصلاح مسار الحوار معه.
الفصيل الثالث يقصر الحوار مع الجماعة على القضايا الوطنية مثل قضية المياه، دون أن يتخطاها.
يتبنى حزب مصر الحرية هذا التوجه.. وكادت مشاركة رئيسه عمرو حمزاوى في الحوار العلنى السرى حول المياه.. أن تشق صفوف الجبهة.
قد برر مشاركته بأن القضية تتعلق بالضمير الوطنى ولا يجب التخلف عن المشاركة في مثل تلك القضايا العامة.
اشترط حمزاوى أن يعرض تقرير اللجنة الثلاثية كاملًا على المشاركين من رؤساء الأحزاب.. وهو ما لم يتحقق بدعوى أن التقرير يحتوى على معلومات تخص الأمن القومى.
كان شرطه الثانى.. أن يذاع الحوار على الهواء.
قد أبلغ بأن الجلسة ستكون علنية.
لذلك وافق على المشاركة رغم عدم عرض التقرير رغم الحجة الواهية بالحفاظ على سرية معلومات تمس الأمن القومى.. بينما يعترف بأن السرية أمر مستحيل..
لا أحد ينكر حق حمزاوى في المشاركة في اجتماع.. بينما تتخذ باقى أحزاب الجبهة موقف المقاطعة.
لكن الأخطر في تصريحات حمزاوى دفاعه عن إذاعة حوار قدم أبلغ إساءة للوطن.. وهو ما أغضب كل من شارك فيه.. باستثناء حمزاوى الذي دافع عن العلنية بحجة الشفافية.. وتعبئة المواطنين ضد القرار الإثيوبى.
بينما يجمع الخبراء بأن ما حدث كارثة كبرى ستتوالى تداعياتها في المستقبل القريب.. لا يجد حمزاوى فيما جرى مشكلة.
لم يتحرك ضمير حمزاوى الذي يتابع بالتأكيد ما ينشر ويذاع عالميًا، حول صورة مصر التي اهتزت بسبب الاجتماع المشئوم.. ولم يهتز ضميره وهو يرى كيف تحطمت صورة الدولة المصرية في الدول الأفريقية التي كانت تعتز بها منذ عهد عبد الناصر.
تلك المآسى كانت يجب أن تحرك ضمير رئيس حزب مصر الحرية الدكتور عمرو حمزاوى!
نقلا عن جريدة فيتو الأسبوعية