رئيس التحرير
عصام كامل

"شعرة" الشعراوي التي رأيتها بعيني!!


آن الأوان أن نعترف بالحقيقة.. آن الأوان أن نتحدث في الأمر.. وننشره ونناقشه ونعيد تذكير الناس به.. فقبل سنوات وبعد رحيل إمام الدعاة إلى الله الشيخ محمد متولي الشعراوي انتشرت شائعة نسبت وقتها لرئيس جامعة الأزهر فيما بعد الدكتور أحمد عمر هاشم تقول إن رؤية رآها في منامه تفيد أن كل نسخة من المصحف الشريف وتحديدا عند سورة "يس" تحوي شعره من لحية إمام الدعاة كرسالة تشي برضا السماء على الداعية الكبير الراحل!!


انتشرت الشائعة بشكل لم يسبق له مثيل.. وصارت حديث المنتديات والتجمعات والمقاهي.. تناقشنا وتحاورنا وتحدينا.. وخرج أحمد عمر هاشم نفسه ينفي الشائعة وينفي نسبتها إليه.. ورجال دين آخرون يفندون الأمر ويقولون إنه لم يحدث لبشر من قبل ولم نره مع الأنبياء ولا حتى كبار الصحابة رضوان الله عليهم ويطلبون الابتعاد عن الافتتان بالبشر!

في المساء وقد عدت لمنزلي وحيدا.. إلا أن شيئا ما طلب مني أن أجرب بنفسي ما جربه الآخرون وأقسموا أنهم رأوه بأعينهم فذهبت إلى كتاب الله وإلى سورة "يس" وفيها وجدت بالفعل شعرة صغيرة جعلتني لا أحرك عيني بعيدا عما رأيت.. بقيت مشدودا مبهورا مذهولا لا أعرف ماذا أقول وبمن أتصل أو لمن أذهب وقتئذ.. وراحت التساؤلات: ما هذا؟ وكيف هذا؟ هل هو تدبير من أحد؟ هل أراد شخص ما إقناعي بشىء ما فدبر الأمر مع شقيقي - مثلا - الذي كان يقيم معي؟ هل هي صدفة؟ وهل هناك صدفة بهذا الشكل؟ عشرات الأسئلة المؤكد الوحيد فيها هو الذهول التام والصمت المميت.. تبعه تعهد أمام الله أن تكتب هذه القصة يوما ما!

ملحوظه: كاتب هذه السطور لم يكن وقتها من مريدي الشعراوي ولا من أتباعه وكاتب هذه السطور لا ينتمي إلى أي طرق صوفية أو غيرها وكاتب هذه السطور من أنصار العلم والتفكير العلمي إلى أي حد ممكن.. يعادي الخرافة والجهل والأساطير .. ومن المؤمنين بأن أي اتصال بها في القرآن الكريم من أي نوع أو بأي درجة يعكس سوءا في الفهم وانحرافا في التفسير ليس إلا.. وأن النص القرآني العظيم المنزل من السماء منزه عن أي خرافة أو أسطورة!
اللهم بلغت...اللهم فاشهد!
الجريدة الرسمية