رئيس التحرير
عصام كامل

العلمانية أو الموت ذبحًا


العلمانية نشأت كحل للحروب الطائفية بين الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت! لتطرح فكرة "الدين لله .. والوطن للجميع" ..

الحرب الطائفية في أوربا راح ضحيتها ملايين .. سالت دماؤهم نتيجة فهم متعصب لدين سماوي هدفة الأول للبشرية هو التسامح وتحريم الدم والعدل والحق .. مثله مثل كل الأديان السماوية الأخرى ونتيجة لحكم قساوسة الكنائس للبلاد فكان كل قس وكل كنيسة تجتهد في إثبات أن فرعها من المسيحية هو الأجدر بالاعتناق وأن المختلف مهرطق أو جائر أو باغ وأنه في النار، وذلك ليسهل السيطرة على العباد فلو ظهر فيلسوف أو مفكر يطلب من الكنيسة تحكيم العقل وجب قتله – لو وجد طبيب بارع في عمله ويشفي أمراض غير معروف شفائها وجب قتله – لأنه بذلك تعدى حدود المعرفة لدى الكنيسة وتعدى على العلم الإلهي الذي تعتقد فيه الكنيسة .. وهكذا. 


دائرة مغلقة من الجهل يجب أن تظل فيها الشعوب حتى حدثت الاستفاقة الكبرى بين الشعوب الغربية في العصور الوسطى وقامت حرب طاحنة بين كافة الدول الأوربية تحت شعار الدين!! ولم تظفر بمنتصر، بل بمنهزمين وشعوب جائعة أكلها الطاعون – حتى جاء الحل "العلمانية" وهو تحكيم العلم والعمل وعدم الخوض في الدين ولا في تفاصيله ولا بأحقية دين على دين .. وهكذا أنقذت العلمانية ما تبقى من الأوربيين وانتشلتهم من مذابح الجهل والتطرف والعنصرية الأبدية .

كنا نحن العرب كمسلمين معتقدين أننا نمتلك في ديننا ما يجنبنا ما وقع فيه المسيحيون بالعصور الوسطى حيث الذبح والتنكيل الطائفي؟؟ ولكن اكتشفنا زيف ذلك المفهوم "واتضح أن همجية العرب تغلبت على سماحة الإسلام .. وحفاة البادية تغلبوا على علماء الأزهر!!
حفاة البادية لا يعنيهم "حرمة الدم " في شيء – فقد قامت حرب ببلادهم لأربعين عاما بسبب ناقة، أغبياء لدرجة إقدامهم على تجربة نفس المصير بشعوبهم؟ أو ليسوا أغبياء ولكن خونة ( قبضوا ثمن دفعهم لسذج للموت بحجة الجنة) .

أعلن مفتيا الناتو القرضاوي والعريفي خادم الوهابية الجهاد ضد السوريين المسلمين بعد يوم واحد من قرار أمريكا تسليح المعارضة السورية فرع القاعدة ببلاد الشام ".

ولم يلتفت أحد لفتاوى علماء الأزهر "سواء شيخه أحمد الطيب" أو علماء أجلاء مثل الشيخ أحمد كريمة أو الشيخ سعد الدين الهلالي" الذي نبح صوتهما بحرمة دم المسلم ولا جهاد لمسلم ضد مسلم "وأن ما يحدث بين الشيعة والسنة بغي " والأولى الإصلاح بينهما، كلاهما مسلمون موحدون بالله شاهدو الشهادة رسولهم محمد " خير البرية " وليسوا كفارا ليعلن أحدهم الجهاد ضد الآخر " .

وفي المقابل – فتحت المنابر الإعلامية للوهابيين ليسيطروا على عقول البسطاء يحاولون إقناعهم بأن الشيعة المسلمين الموحدين بالله أخطر على الإسلام من الكفار والصهاينة وأن القتال بجوار أمريكا لهو ثواب أعظم وأجر كريم يجزي به الله – حتى الله – عز وجل – تقاولوا عليه وأدخلوه في بيعتهم (الشعوب المسلمة العربية لأمريكا )
شيعة وسنة والاثنين يقتتلون؟؟ وهذا يريد الجنة وهذا يتقرب لله بقطع رقبة هذا؟؟ دين التسامح أصبح ماركة مسجلة للإرهابيين .. و قتلة الأطفال .. 

فعلينا جميعا أن نعلم أن نغمات الدولة الإسلامية والخلافة الإسلامية درب من دروب العته – لا يمكن وصفة بالقرن الحادي والعشرين إلا بالجنون، وأن اشتغالة الجهاد الذي بدأتها أمريكا بمعرفة آل سعود بفترة السبعينيات قد انتهت برحيل الاتحاد السوفيتي، أما أن تكمل تلك النغمة معنا بين المسلمين بعضهم البعض فيجب جميعا أن نعلم اقتراب النهاية – لصاحب الفكرة ولأداته من وهابيين ومجاهدين سذج – وأن النهاية ستكون على يد أقدم حضارات التاريخ الشعب المصري العظيم "يوم 30 يونيو موعدنا " لنعطي درسا آخر للعالم في كيفية إزاحة الفاشية الدينية بعد الفاشية العسكرية .. علمانية يرحمكم الله .
Ibra_reda Twitter
الجريدة الرسمية