رئيس التحرير
عصام كامل

إدوارد سنودن: الولايات المتحدة لن تستطيع إخفاء الحقيقة باعتقالي أو قتلي

إدوارد سنودن
إدوارد سنودن

في حوار حي مع قراء صحيفة "الجارديان"، قال إدوارد سنودن، الذي قام بتسريب معلومات عن وكالة الأمن القومي الامريكية، أن قادة الولايات المتحدة الامريكية لن يستطيعوا "إخفاء الحقيقة باعتقالي أو قتلي".


وذكرت الجارديان - في مقال افتتاحي على موقعهاالالكتروني اليوم - أن سنودن حذر من أن مدى نطاق برنامج المراقبة الذي تقوم به السلطات الامريكية سيظهر، حتى لو تم إسكاته في النهاية.

وفي حوار مباشر مع قراء الصحيفة والذي أجرته مع سنودين من مكان سري في هونج كونج، أشار سنودن إلى أن مزيدا من الكشف عن المعلومات قادم ولن يمنع إلقاء القبض عليه أو موته نشر مثل هذه المعلومات.

وأضاف سنودن "كل ما أستطيع قوله الآن هو أن الحكومة الأمريكية لا تستطيع إخفاء حقيقة بحبسي أو قتلي. فالحقيقة قادمة ولا يمكن إيقافها"، وقال " دمرت الحكومة الأمريكية، مثلما فعلت مع كاشفي أسرار آخرين، بأسرع ما يمكن تصوره أية إمكانية في محاكمتي محاكمة عادلة داخليا وأعلنت بصراحة أني مدان بالخيانة العظمى وأن قيامي بالكشف عن أعمال سرية مشينة وغير دستورية هو جريمة لا يمكن التسامح معها".

ونفى سنودن بشكل قاطع التكهنات بأنه أبرم صفقة مع الحكومة الصينية ومنحهم وثائق سرية مقابل تزويده بملاذ آمن في النهاية، قائلا "إذا كنت جاسوسا صينيا، فلماذا لم أسافر مباشرة إلى بكين؟ فقد كان بإمكاني العيش في قصر وأستمتع بحياة هانئة".

وادعى سنودن أنه لم يكشف عن وثائق بشأن العمليات الأمريكية التي تخص الأهداف العسكرية المشروعة، حيث قال إنه ركز بدلا من ذلك على العمليات التي تستهدف البنية التحتية المدنية ألا وهي الجامعات والمستشفيات والشركات الخاصة.

وقال سنودن "إن هذه العمليات المشينة بشكل سافر والتي تمثل انتهاكا للخصوصية، تعد خطأ أيا كان الهدف. فلم يعلن الكونجرس الحرب على تلك الدول ؟ التي يعد أغلبها حلفاء ؟ لكن وبدون أخذ تصريح عام، تدير وكالة الأمن القومي الأمريكية شبكة واسعة من عمليات المراقبة ضدهم، تؤثر على ملايين الأشخاص الأبرياء".

وأكد سنودن أنه قرر تأجل الإعلان عما كشف عنه نظرا لأمله في أن يمثل انتخاب باراك أوباما تغيرا كبيرا لكن أمله خاب في نهاية الأمر، وتابع سنودن "للأسف أغلق أوباما، بعد توليه السلطة بفترة وجيزة، الباب أمام التحقيق في انتهاكات منهجية للقانون وعمق ووسع العديد من البرامج التي تتعدى على الخصوصية، في الوقت الذي رفض فيه إنفاق أي رأسمال سياسي لإنهاء نوع انتهاكات حقوق الإنسان مثل التي نشاهدها في جوانتانامو حيث يحجز المعتقلين بدون اتهامات".

وحول رد الفعل في الولايات المتحدة على ما قام به قال سنودن "إن جانبا كبيرا منه كان متوقعا. ومن المهم أن نضع نصب أعيننا وصفي بالخائن من قبل رجال مثل نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني. فهذا الرجل أجاز خطط التنصت دون ترخيص كنوع من التمهيد لصراع راح ضحيته أكثر من 400ر4 أمريكي وأصاب نحو 32 ألف شخص آخرين، كما أسفر عن مقتل أكثر من 100 ألف عراقي".

واعتبر سنودن أن وصف ديك تشيني له بالخائن هو أكبر شرف يمكن أن يمنح لمواطن أمريكي.
الجريدة الرسمية