رئيس التحرير
عصام كامل

تتورث ولا تتأخون؟ تتنور ولا تتقندل؟!


اقتصرت نتائج الثورة المصرية على القضاء على مشروع توريث حكم مصر لجمال مبارك، لحساب مشروع "أخونة" الوطن والسعى لتعميمه إقليمياً.. وحسب تقديرى الذى أستلهمه من كتابات الأستاذ وائل قنديل قبل انتقاله من المربع "ث" إلى المربع "خ" وتحوله إلى رمز صحفى تتباهى بكتاباته اللجان الإلكترونية للجماعة، فقد بات أمامك خياران: إما أن تكون داخل مشروع الأخونة أو خارجه.


وتقديرى استنساخ صريح لوجهة النظر غير"المقندلة" للأستاذ وائل، قبل انتقاله من معسكر "مُلهم الثورة" البرادعى، إلى مائدة "حوار" مرسى وباكينام بعد ساعات من أحداث الاتحادية التى راح خلالها ضحايا احتسبهم معسكر "الحوار" وصحفيوه "جميعا" شهداء الجماعة فى معركة مع فلول مبارك المتثوريين، ويجتمع بعدها "كاتب الثورة" بأيمن نور الطاعن فى ظهرها بشوكة أمريكية- حسب رؤية قنديلية- "ليتنفس معسكر التوريث الصعداء..وتزداد عمليات إنعاش فرص جمال مبارك فى تحقيق طموحه"..

راجع مقال قنديل بالشروق فى 15 أكتوبر 2009 (تحالف نور وجمال مبارك)، ثم راجع مقاله (أهلا بقوائم العار) فى 11 ديسمبر 2012 متحدثاً عن شرف انضمامه إلى قائمة الحوار مع مرسى بجوار نفس الـ"أيمن نور" مطلقاً كلماته الزائغة "شكرا أيتها القوى الثورية على هذا الشرف وهنيئا لكم بمخلفات مبارك وجنرالاته".

وما بين مقالى قنديل تحيا مصر منقسمة بين باحثين عن ثورتهم وحقوقهم واستقلال وطنهم، وبين سائرين داخل مشروع الأخونة راضين بما ينفذه قائد مائدة الحوار لهم ولسيدة العالم ومشروعها الشرق أوسطى القطرى.

وبنفس منطق مبارك فى إدارة أزمات الداخل بعد 11 سبتمبر 2001 وتداعيات سقوط بغداد فى 9 إبريل 2003، خرج الشيخ  "حوار وطنى" محللاً لواقع مأزوم داخلياً ينتقص من فرص التغيير للأفضل لأجل جيل يحلم بمستقبله بعيداً عن حسابات أصحاب العقد السادس من العمر.

انتهاكات كرامة "الحوار" المستدعى كمصطلح لتجميل وجه قبيح لدكتاتورية مستنسخة، بدأها صفوت الشريف باستدراج الأحزاب إلى "الشورى" فى 2004، قبل أن يصفعهم سرور وبرلمانه بتعديلات مادتى التوريث 76 و 77 فى 2005 بجلسة رد فيها زكريا عزمى على طلب إجراء مصالحة وطنية بعبارة "مع مين؟ إحنا حزب الأغلبية"، واستمر الحوار حتى سلق تعديلات أصابت 34 مادة أخرى بدستور 1971 فى 26 مارس 2007 .

وفى 2011 انتقل الشيخ "حوار" إلى الغرف المغلقة بين عمر سليمان والإخوان لشق الصف الثورى بعد ثبات المصريين بالميادين، وصولاً إلى خدمات السلمى وحجازى الناجزة لهدم الدعوة لوضع الدستور قبل الانتخابات، وسط عنف موجه للثوار تقابله توافقات إخوانية-عسكرية، ثم حضرت وثيقة "فيرمونت" التى غيبت ضمائر وعقول كثيرين ممن بايعوا مرشح الإخوان للرئاسة قبل إعلان بعضهم توبته، وصولاً إلى حوار أنجزه البعض الآخر مع مندوب الجماعة داخل الاتحادية، بحثاً عن مستقبله ضمن المشروع الإخوانجى الجديد، مروراً بتصدير عدوى الشيخ "حوار" إلى فقهاء جبهة "ولا مؤاخذة" الضمير.

ولأن"خازوق" وثيقة فيرمونت فى 22 يونيو 2012 جرى تزيينه بتأكيد جبهتها على ألا يحظى أحد أعضائها بمنصب، قبل تعيين قنديل عضواً بالمجلس الأعلى للصحافة فى 4 سبتمبر وترشيحه للشورى، وضمان نور مكانه فى تأسيسية الدستور مع احتفاظه بكرسيه على مائدة دائمة مع مرسى، فقد توالت خوازيق السدود الأفريقية وسط التفافات مقنعة وتعليقات مفجعة للصحفيين الشريكين فى حوار الجماعة، قبل أن يصمتا أمام الخازوق الحلزونى الإخوانجى لأمن مصر القومى، بدعوة الرئاسة الشعب والجيش للذهاب إلى سوريا، وغلق سفارتها بالقاهرة مرضاة لواشنطن.

ويحضر 30 يونيو بـ"تمرد" مصر والمصريين، بينما نور يعلن اعتزاله السياسة عقب الاجتماع الرئاسى الفضيحة، وقنديل تلاحقه لعنة و"عقدة" البرادعى فى كتاباته المصورة ثورة الشباب كأنها لعبة مباركية تقودها كتائب سليمان وشفيق داخل الميادين، ويؤكد إصراره على انتقاله إلى معسكر "الأخونة"، ربما متباهياً بأنه صاحب الفضل الأول فى جعل بعض الصحفيين أصحاب "سعر" عند الجماعة، قبل أن يعطيها ظهره حال انقلاب الأوضاع.. ربما بعد أيام وأسابيع.

طريقان أمام مقتحمى العمل شبه السياسى الفاشل عبر بوابة "القلم"، إما أن "يتنوروا" ويتعظوا من تاريخ الأخ أيمن.. أو "يتقندلوا" بحسابات رفيقه الأستاذ وائل، أو يظلوا خائبين ناعمين بجنة حوار مرسى وباكينام إن كان له بقية.
الجريدة الرسمية