كرة النار التى تتدحرج إلي بيتك !
تبدو فرنسا في الأزمة الليبية أكثر شجاعة من دول محسوبة علي الأمة العربية ، فهى لم تتردد لحظة واحدة في توجيه الاتهام بالاسم وبالعنوان وبرئيس الدولة.. بأنها تدعم الإرهاب وتجلب المرتزقة وتهدد مصر والمنطقة وجنوب المتوسط.
أعلنت فرنسا اسم تركيا.. وأخفته وخبأته وأغفلته مجموعة وزراء خارجية الدول العربية الذين اجتمعوا إلكترونيا ، لبحث خطر أجنبي داهم علي أراضي دولة عربية عضو في الجامعة.
ميثاق الجامعة ينص على وجوب الدفاع العربي المشترك عن سلامة أراضي واستقلال الدول الأعضاء.
دول عميلة ودول مترددة ودول هامشية خافت تضمين بيان جامعة العرب المتفرقين اسم الدولة التركية الإرهابية .
كل العرب يعلمون أن تركيا أردوغان تعمل لحساب المشروع العثمانلي، بمعاونة قطر.. وإذا بالصومال وغيرها تتحفظ...
اقرأ أيضا: ليبيا والقرار المصرى
وأمس عقدت القيادة السياسية المصرية اجتماعا لا يجوز إغفاله، حضرته رؤوس القرار والمعلومات والتنفيذ في الإدارة المصرية ، ولابد أن الأزمة الليبية والتحدي الإثيوبي كانا المحورين الوحيدين غالبا محل البحث والتشاور.
خطر من الغرب، وخطر من الجنوب.. خطر الغرب مرهون باقتحام أردوغان لسرت والجفرة. وخطر الجنوب وشيك لأن إثيوبيا أعلنت مرارا أنها ستبدأ الملء الاول في أول يوليو، يعنى بعد أسبوع تقريبا. باتفاق أو بغير اتفاق. بلطجة فجة .
بالنسبة للغرب، يلفت النظر تصريحات عقيلة صالح رييس البرلمان الليبي الشرعي بأن البرلمان سيدعو مصر للتدخل العسكري إذا اخترقت قوات السراج والمرتزقة سيرت.
وفي الوقت نفسه تأتي تصريحات نائب البرلمان الفرنسى قوية وكاشفة، فمصر أبلغت فرنسا بموقفها الأخير قبل إعلانه، وهو يرى أن مصر وفرنسا لايمكن أن تقبلا تنصل تركيا من التزاماتها في مؤتمر برلين.
وزير الخارجية الفرنسى وقبله الرئيس ماكرون أعلنا أن التدخل التركي لن يمر بلا حساب، وسيكون هناك رد قاس.
ولأن فرنسا لا تكتفي بالبيانات، فإنها تقود حملة نشيطة داخل الاتحاد الأوروبي لبحث العلاقة مع تركيا وتحدد بالفعل موعد لذلك في الثلث الأول من يوليو .
اقرأ أيضا: ثلاثة ألغاز في الأزمة الأمريكية
ورغم أن مصر حركت العواصم العالمية تحذر من انفجار إقليمي وشيك، دفاعا عن الأمن القومي المصرى، ورغم الاستجابات الفورية من موسكو وواشنطن وبرلين وإيطاليا وفرنسا بوجوب الوقف الفورى لإطلاق النار وسحب المرتزقة ووقف التدخل الأجنبي، رغم كل هذه التطورات والاتصالات المصرية الدولية لدفع عناصر الصراع الليبي الليبي إلى التفاوض، بحثا عن حل سياسي، إلا أن قراءة المشهد.. بتفاصيله وتداعياته تبدو لى قراءة مستجدة للتاريخ!
أرى يمنا آخر تنصب لنا ! أرى سوريا ١٩٦٧أخرى توضع لنا !
بالطبع لا توجد الآن دواعي فشخرة قومية كتلك التى جذبتنا فأعمتنا فضيعتنا. الدواعي اليوم أمن قومي وخطر على الحدود. وعلى رأس المشهد رجل معلومات ورجل قرار ورجل تم اختباره في أحلك المواقف الوطنية المصيرية. هو معامل الأمان الرئيسي. وأتصور أن مصر لن تكون إلا داخل جهد دولي أوروبي اساسا ، حين تتطور الأمور ويتصاعد الغرور التركي .
اطرح هواجسى كمواطن مصرى عاصر اليمن ويونيو.. وكانت مصر وقتها تصارع الدنيا.. مزهوة بقوة.. وبزعيم وبإنجازات بارزة.. ثم تآمروا عليها وكسروا قوتها.. إلى حين!
مصر الرشيدة تعلمت الدرس وقرأت التاريخ بعمق وبصيرة.