أمريكا والعرب ولعبة الدين!
ليس جديدا على مسامعنا لعبة إقحام الدين فى الحروب، أو الحرب من أجل الدين فهى فكرة قديمة ولكن تحديث الفكرة وتنويع أدواتها إحدى أهم الخطط الأمريكية مع العرب.
فمنذ وعي جيلنا لعبة السياسة ومنذ ثمانينيات القرن الماضى ونحن نعي أن الشيطان الأكبر هو أمريكا وأذرعها الشيطانية المعلنة تتربص بالعالم كله وبالعرب على وجه الخصوص، فزجت بصدام حسين فى حرب مع إيران بدعوى وقف المد الشيعى عقب نجاح الثورة الإيرانية الخومينية الشيعية فى 1979..
وما هى إلا سنوات استرد فيها صدام عافيته وطور جيشه فاستدرجته واستغلت تهوره فى احتلال الكويت فى 2 أغسطس 1990 لتستعدى كل العرب ضده وخاصة ملوك وأمراء الخليج منبع الثروات، وأخرجته منها بعد أن فتت قوته العسكرية وفرقت شعبه شيعا وفرقا متناحرة وأسقطت بغداد أقوى عاصمة عربية فى وقتها فى إبريل 2003.
اقرأ أيضا: هل ظلمنا الغرب أم أنه أحسن استغلالنا؟!
وتم محاكمة صدام حسين فى بروفة عملية لتخويف كل الحكام العرب، وأعدمته فى صباح العاشر من ذى الحجة يوم عيد الأضحى لعام 2006 لتتحدى مشاعر كل المسلمين فى كل بقاع العالم، وهى الدولة التى تراعى مشاعر المسلمين فيها وتعطيهم الحرية وتشجع الإسلاميين على ارتقاء الحكم فى دولهم!..
وتفرغت لباقى الدول العربية وأعدت لهم سيناريوهات مختلفة للخراب، وبخطة أعدتها كونداليزا رايس فيما يعرف بالفوضى الخلاقة والربيع العربى (الدمار العربى)، بعدما أهدت الشعوب العربية أجمل هدية وهى منصات التواصل الاجتماعى، أو منصات الخراب الاجتماعى، والسماوات المفتوحة والإعلام الحر..
وبقنوات فضائية أعدت ودربت كوادرها المخابرات الأمريكية وأدارتها شخصيات تعرف دورها بعناية ومارس الجميع فيها حرياتهم المكبوتة على راحتهم فى كل اتجاه، وشباب تم تدريبه على الفوضى الخلاقة وقيادة المظاهرات وتوجيه الرأي العام وجذب الفئات المستهدفة من الشباب الذى جلس ينتظر ويترقب هذه الأحداث.
اقرأ أيضا: عقيلة صالح: نؤيد جهود السيسي لحقن الدماء في ليبيا
فبدأت بتونس لقمة سهلة ودولة صغيرة فى أواخر 2010 بحرق بوعزيزى لنفسه متمردا على الأوضاع المعيشية، ثم انتقلت لمصر فى يناير 2011 على إثر ادعاء تعذيب الشرطة للشاب خالد سعيد، لتظهر فظاعة وتجاوزات الشرطة المصرية، وبعدها لليبيا فى فبراير 2011 ثم اليمن.
أطاحت بزين العابدين ومبارك ثم القذافى الذى تم التمثيل بجثته، وتخلصت من عبدالله صالح، ثم نقلت خططها لسوريا التى ما زالت مقسمة ومفتتة حتى اللحظة وأصبحت مسرحا وميدانا لتدريب المرتزقة والمتطرفين ومهاويس الدين..
وفى 2015 أقحمت السعودية فى حرب لا نهاية لها مع الشيعيين الحوثيين فى اليمن والعجيب أنها تمد الطرفين بالسلاح.
وأخيرا فى 2019 أطاحت بالبشير من السودان بعد أن أنهكتها وقسمتها بمباركة البشير الذى لا يخفى انتماءه للفصيل الإسلامى الذى تدعمه أمريكا!.
اقرأ أيضا: مبادرة حمدوك هي الإطار الأنسب لحل الخلافات بشأن سد النهضة
فهل ينتهى السيناريو ويتوقف الشيطان الأكبر وينسى مصر، قطعا لا، فيعبث فى عقول أذرعته الشيطانية فى إسطنبول والدوحة ويجند كلابه المسعورة لتدعم إثيوبيا فى الجنوب لتتحكم فى مياه النيل شريان الحياة لمصر.
ويبعث الخليفة الموهوم صبيانه ومرتزقته إلى ليبيا ليفتح جبهة جديدة تستنزف مصر من جارتها وعمق أمنها القومى غربا ويناوشها فى مياه البحر الأبيض وآبار الغاز شمالا ويمول المتطرفين فى قلب سيناء ويمدهم بالمال والعتاد والتكنولوجيا، ولكن مصر الأبية التى فى رباط إلى يوم القيامة قيض الله لها رجالا لايعرفون إلا الدفاع عنها وعن مقدراتها، ووهبها الله شعبا يتوحد وقت المحن ولن يقدر عليها أحد بفضل إيمان هذا الشعب بوطنه وبحقه فى الحياة.