منتصر عمران يكتب: الإخوان ودورهم التآمري في الأزمة الليبية
لم تكن مصر يوما قارعة لطبول الحرب.. ولم تتدخل مصر يوما في شئون الدول الأخرى.. هكذا أعلنها الرئيس السيسي منذ توليه مقاليد الحكم.. ولم يهاجم رئيسا ولا دولة، ودائما متعفف عن مهاجمة الآخرين الذين دوما لم ينفكوا عن مهاجمته يوما، وسخروا سفهاءهم الذين يسمون أنفسهم زورا وبهتانا إعلاميين، من خلال قنواتهم المستأجرة من قبل المخابرات التركية واموال قطرية في النيل من السيسي والجيش المصري.. ولكن ظل السيسي والجيش المصري كالأسود في الميدان لم تؤثر فيهم فرقعة إعلام الاخوان.
فأزمة ليبيا لها سنوات نفذ الإرهابيون من خلال ليبيا حوادث إرهابية، نالت من جنودنا وأبناء وطننا، ومع ذلك لم يعتدِ الرئيس السيسي على ليبيا وهو القادر بجيشه الذي يحتل المرتبة التاسعة عالميا على أن يحتل ليبيا من شرقها إلى غربها في ساعات وليس أيام.. ولكن لم يفعل لأنه يحترم الدول وسيادتها.
لكن عندما أتى السراج والإخوان بأوردغان وجيشه إلى التراب الليبي، بل وصل التبجح والصلف بأوردغان أنه أعلن عن إعمار ليبيا.. وقال: إن سرت خط أحمر، وغير ذلك من التصريحات التي توحي بأن اوردغان هو الذي يحكم ليبيا وليس السراج.
ودخل الإخوان بكل قوتهم في الأزمة الليبية لعلهم ينالون من كعكة ليبيا نصيبا.. وحتى يحدثوا قلقا للنظام المصري من الجهة الغربية.. وكعادتهم على مر العصور لا يستفيدون من تجارب الماضي وكوارثه.. ودائما يضعون أوطانهم وشعوبهم في أتون المعارك والفتن من أجل تحقيق مصلحة تنظيمهم.
ففي الماضي القريب كانوا يريدون من الشعب المصري الاقتتال فيما بينهم، ولكن الله لطف به لوجود الجيش المصري الذي أنقذ البلاد والعباد من شر فتنة كادت تقضي على الأخضر واليابس.
وها هم اليوم يريدون تكرار الأمر مع الشعب الليبي ويريدونها فتنة ودمارا بعد الاستعانة بأوردغان سلطانهم، واستغلال السراج الذي يحمل شرعية ممنوحة من الغرب ويتشدقون بالشرعية كعادتهم في إحداث نكاية بالدولة المصرية.
فاليوم يريدون أن يكيدوا للنظام المصري باختلاق حكم عثماني موالٍ لهم يحكمون به ليبيا ويسيطرون به على قدرات ليبيا النفطية، علاوة عن أن يكونوا شوكة في ظهر النظام المصري من جهته الغربية لتحقيق أغراضهم في العودة إلى المشهد السياسي المصري وأنى لهم ذلك.
وكما أن الرئيس السيسي والجيش المصري قد قضى على أحلامهم وأطماعهم في الدولة المصرية.. فاليوم الرئيس السيسي والجيش المصري أيضا قادر على تأمين حدوده المصرية والحفاظ على الأمن القومي لها سواء داخل البلاد أو خارجها.. فالجيش المصري يده طولى في الوصول إلى أي مكان.
أما الجيش الليبي والقبائل ورجالاتها فهم الذين سيكونون السكين التي ستقصم شوكة تركيا والإخوان في الأراضي الليبية، وذلك كله بمساعدة الجيش المصري القادر على أن يقضي على الخطر ويؤمن حدوده، في رحلة لن تكلفه الكثير.
ومع استعداد مصر لخوض غمار الحرب إلا أن قيادتها السياسية حريصة كل الحرص على الحل السياسي، من خلال جلوس الأطراف الليبية على طولة المفاوضات والالتزام بالمعاهدات الدولية بحيث يؤدي ذلك إلى انتخابات يختار من خلالها الشعب الليبي من يحكمه دون تدخلات خارجية.. ومستعمل مصر على جميع مسارات حل الازمة حتى تتطهر ليبيا من المرتزقة والإخوان وأوردغان، ويتولى حكم ليبيا الليبيون.