رئيس التحرير
عصام كامل

فكري أباظة يكتب: عاش الجيش وتعيشي يا مصر

فيتو

في مجلة المصور عام 1954 كتب الكاتب الصحفي فكري أباظة مقالا عن الجيش المصري بعد الثورة قال فيه: من يوم أن صدر العدد الأول من مجلة المصور في العشرينات وفي ذهن صاحبها ورئيس تحريرها ومحرريها أن تكون رسالة الجيش من أولى رسائلها أو قل إن الجيش مادة أساسية جوهرية من موادها في بحر ذلك الزمن الطويل.

وهذه بديهيات وأبجديات ومادة ملموسة ومحسوسة وذلك من منطلق أن القوة هي كل شيء، وأن الجيش هو القوة، ألم يكن ذلك هو ما دعا الإنجليز في عهد الاحتلال الذي عمر 70 عاما إلى توجيه همهم الأكبر إلى تحطيم الجيش وتقليم أظافره حتى لا تقوم له قائمة.

كنا نكافح ونجاهد عبثا في سبيل تقوية الجيش وتدعيمه حتى قامت الثورة وفي ظرف ثلاث سنوات استطاع رجال الثورة رغم المسئوليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية أن يخلقوا بمشيئة الله جيشا جديدا لأنهم كانوا ضحايا وفرائس الجيش القديم، فلما ثاروا أثاروه، ولما تحروا حركوه ولما بعثوا آدميتهم وقوميتهم المصرية بعثوه.

الجيش في نظرنا ونظر كل خبير: تسليح وتدريب وروح معنوية.. أما التسليح فقد اقتحمت الثورة الحاكمة أسواقا عالمية جديدة، واقتنصت منها ما استطاعت، واستنجزت وعود الذين وعدوا بتوريد السلاح، ولم يعقل أن السلاح سر من أسرار الدفاع تضمن به كل أمة تصنعه في مصانعها كفالة السر وكفالة الاستمرار وكفالة تفادي العبث في الاستيراد.

كان هم الثورة الأول أن تنشئ المصانع العسكرية للسلاح الخفيف والثقيل على أن تكون مصرية صميمة.. أما التدريب فنستطيع أن نقول إن ما حدث في الجيش من ناحية التدريب يعتبر طفرة أو معجزة.

أما الروح المعنوية فإن قال قائل إنها كلها من عند الثورة فإننا نقول إنها قبل ذلك من عند الله أن ذلك التطور السحري العجيب في روح الضابط والجندي في ظرف ثلاثة أعوام لم يكن أمرا وضعيا أو آدميا وإنما كان منحة علوية سماوية.

تلك هي العناصر الثلاثة التي تعتبر قوام الجيش قد اكتملت أو أوشكت أن تكتمل.

دعانا القائد العام إلى جولة في الصحراء نشهد فيها نجوم الصحفيين ختام أول وأكبر مناورة قام بها الجيش المصري في عهديه القديم والحديث، مناورة امتدت من الإسكندرية حتى القاهرة ثم انحرفت وزحفت إلى القناة اشتركت فيها كل أسلحة الجيش كأننا في حرب حقيقية. وحلقنا بالطائرة العسكرية الحربية جولة واسعة حول موقع الجيش زودنا ضباط الجيش بكل ما لا نعلم لندرك أهمية هذه المناورة الكبرى التي اشترك فيها لأول مرة الحرس الوطني وجنود المظلات من الفدائيين.

منتصر عمران: الجيش المصري يده طولى وتدخله في ليبيا لن يكلفه الكثير ‏

كانت فرصة نادرة المثال أتاحت للصحافة المصرية الفرصة لكي نتعرف على جيشنا، ومن هنا تكتب الصحافة بكل قوة وهي مطمئنة إلى سند هذه الأمة العظيمة وحامي أراضيها والمدافع عن هذا الوطن الكبير وهو الجيش.. جيشنا العظيم. 

الجريدة الرسمية