وجه إثيوبيا الحقيقي (2)
السؤال الذى طرحناه في الحلقة الماضية حول الأسباب التى دعت مصر للعودة إلى مفاوضات تدرك مقدما أنها محكوم عليها بالفشل. وجدت إجابة مساء الأربعاء الماضى على لسان وزير الخارجية الإثيوبي الذى كشف عن وجه بلاده الحقيقى باستخدام خطاب عدائي لمصر، كما وصفه وزير خارجيتنا سامح شكرى ، الذى رفض التعليق عليه.
قال لا فض فوه إن بلاده ستملأ الخزان في موعده عند موسم الأمطار يوليو القادم، أى بعد أيام معدودة ، سواء وافقت مصر أو لم توافق، فالأمر لا يخصها، وإثيوبيا لن تستأذن مصر والسودان فى أسلوب تنمية دولته، ومن غير الطبيعي أن تستأذن دولة أخرى في مياه نهر نملكه وليس للآخرين شأن به. وبذلك تكون إثيوبيا قد سدت الطريق أمام أى جهود دبلوماسية، وأصبحت المفاوضات بلا جدوى.
اقرأ أيضا: مفاوضات "اللحظة" الأخيرة
ولم يبق أمام مصر إلا اللجوء لمجلس الأمن لتطلب استمرار المفاوضات ومنع اتخاذ أى قرار أحادى خاص بملء الخزان. مصر كعادتها لا تلجأ إلى القوة وتسعى إلى نيل حقوقها عن طريق القانون الدولى، وهو ما اعتبره الوزير الإثيوبي "مراهقة سياسية" وتعالت مصر عن الرد على تلك العبارات البعيدة عن الدبلوماسية.
فماذا كان مقدور مصر أن تفعل سوى اللجوء للمؤسسات الدولية بحثا عن نيل حقوقها المشروعة التى لا تستطيع التنازل عنها في مياه النيل.. وهل اللجوء إلى تلك المؤسسات يعتبر "مراهقة سياسية" حسب تعبير وزير الخارجية الإثيوبي البعيد تماما عن لغة الدبلوماسية المتعارف عليها.
اقرأ أيضا: حول أزمة "الكمامات"!
ورغم ذلك فإن وزير الخارجية الإثيوبى يدعى بأن مصر تسعى للحفاظ على مصلحتها فقط. وهى تتحدى المفاوضات باللجوء إلى مجلس الأمن. إثيوبيا التى يشهد العالم كله على أنها وراء فشل المفاوضات تتهم مصر بأن موقفها العنيد أصبح عقبة في التوصل إلى نتائج إيجابية.
لقد طال صبر المصريين على مناورات الجانب الإثيوبي على أمل أن يتحقق الخير للدول الثلاث، وظهرت إثيوبيا على حقيقتها أمام العالم أجمع.