معركة الوجود وطفيليات الزمن الرديء
ما يمكن أن تئول إليه الأمور يفرض علينا الاستعداد، فالموقف لا يخص قواتنا المسلحة وحدها وإنما يتعدى ذلك بكثير، فالجبهة الداخلية بحاجة إلى لملمة أوراقها والاصطفاف خلف قيادة تتخذ من المواقف ما يدعونا إلى دعمها بكافة الطرق.
أولى قواعد هذا الاصطفاف أن تقوم مؤسسات المجتمع المدنى والأحزاب السياسية والنقابات بدورها الفاعل في تجييش النفوس وتوحيد الصفوف وحشد الإمكانيات الداعمة لجيشنا في أية قرارات يراها الحل الأمثل لما نمر به.
اقرأ أيضا: هيكل.. وزير بلا وزارة
ومن الملفات المهمة التي يجب أن تتخذ فيها إجراءات عاجلة ملف الإعلام المصري وتغيير خريطته والاستعانة بوجوه مقبولة وقادرة على الفعل الإيجابي في تلك المرحلة الهامة، ولن يتأتى ذلك دون عقد سلسلة من الاجتماعات لمسئولى الصحف والقنوات الفضائية بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام للوصول إلى مدونة سلوك تناسب المرحلة الصعبة التي يمر بها الوطن، والاستغناء عن تلك الأدوات العقيمة التي اعتمدنا عليها لسنوات وثبت فشلها في أداء مهمتها الإعلامية والخدمية والتنويرية والثقافية، حتى بات إعلامنا الأكثر تدنيا بين أقرانه في المنطقة بعد أن كان يقود الأمة كلها.
ومن الأمور التي يجب أخذها في الاعتبار ضرورة مواجهة معارك العته والسفه في بعض القطاعات وعلى رأسها القطاع الرياضي، الذي يشهد ملاحم من التدني والهبوط والسطحية وإهانة كل ما هو متعارف عليه من قيم اجتماعية وأخلاقية، حتى أصبح هذا الملف صداعا يفرض تلوثه على الجميع.
اقرأ أيضا: دماء الشهداء تزين رمال سيناء
أتصور أن المجتمع المصري بمعدنه الأصيل وقدراته التي تظهر وقت الأزمات بحاجة ملحة إلى تحرك من النخبة المثقفة لترشيد صراعات لا نتصور أنه من المفيد بقاؤها على السطح لتهدد ببعثرة الجهود وتشتيت الدولة فيما لا طائل منه.
المرحلة واحدة من أصعب مراحل تاريخنا الحديث والوطن على المحك، ولكن ثقتنا في شعبنا وجيشنا لا حدود لها شريطة أن ننتبه إلى وضعنا الحالي وما يجب أن نكون عليه بعيدا عن طفيليات الزمن الرديء التي نمت على السطح بفعل فاعل.. عاشت مصر حرة أبية بشعبها وجيشها وقادتها.