رئيس التحرير
عصام كامل

الذهب الأصفر.. مبادرة تحويل الوادي الجديد إلى "سلة غذاء".. وحوافز وتسهيلات غير مسبوقة للمستثمرين ومزارعي القمح في المحافظة

فيتو

تسعى الدولة خلال الفترة الحالية إلى التوسع في زراعة القمح ، وذلك في إطار إستراتيجية تحقيق الاكتفاء الذاتي من محصول القمح الذي يأتى على رأس المحاصيل الإستراتيجية المهمة، عن طريق وضع خطة تستهدف استغلال أكثر من 3 ملايين من الأفدنة الصالحة للزراعة في الصحراء الغربية بمحافظة الوادي الجديد.

 

حوافز وتسهيلات

ويتم ذلك عن طريق وضع حوافز وتسهيلات غير عادية للمستثمرين والراغبين في إقامة مشروعات كبرى لزراعة القمح.

فى هذا السياق أكد اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادى الجديد، أن «الوادى الجديد» من أكبر المحافظات إنتاجا لمحصول القمح على مستوى الجمهورية، حيث تبلغ المساحة الإجمالية المزروعة بالقمح هذا القمح نحو 193 ألف فدان غالبيتهم في واحة الفرافرة ومنطقة شرق العوينات.

كما تبلغ الكميات المستهدفة من الإنتاج هذا الموسم أكثر من 300 ألف طن بإجمالي 4 ملايين أردب، ومحافظة الوادى الجديد من المحافظات التي حققت نجاحا كبيرا في زراعة وإنتاجية القمح على مدار الفترة الماضية، وذلك نظرًا لعدة عوامل منها التربة الصحراوية والمناخ الجاف الذي ساهم في زراعة العديد من أصناف القمح ذي الإنتاجية العالية كالقمح الفرعونى الذي نجحت زراعته لأول مرة هذا العام وحقق إنتاجية كبيرة.

مضاعفة المساحات

وكشف المحافظ أن الوادى الجديد قررت مضاعفة المساحات المزروعة لتحويل الواحات إلى سلة للغذاء، وذلك من خلال إطلاق مبادرة قومية للتوسع في زراعة القمح، سيتم تنفيذها من خلال تشجيع المستثمرين على الزراعة من خلال تخفيض القيمة بنسبة 50% لمساحة الأراضي المنزرعة قمحا.

وفي حال زراعة 75% من الأراضي المخصصة يتم تخفيض 50% لكامل مساحة الأرض، وذلك بعد المعاينة من خلال لجان يجري تشكيلها بمراكز المدن، كما أن المحافظة خصصت قطع أراض استثمارية بكافة المدن والقرى.

كما تم تجهيز وتفعيل خدمة الشباك الواحد لخدمة الراغبين في إقامة مشروعات زراعة محصول القمح لإنهاء جميع الإجراءات في أسرع وقت ممكن والحصول على كافة التصاريح والموافقات اللازمة بداية من العقود القانونية وحتى الحصول على تصاريح حفر آبار الرى الزراعية وذلك تسهيلا على المواطنين والقضاء على الروتين.

كما أن المحافظة تجرى مزادا بصفة شهرية لبيع الأراضي الزراعية للمستثمرين وهناك تسهيلات في السداد وهناك بنوك وطنية تمول هذه المشروعات.

زيادة المساحات المزروعة

من جهته قال المهندس إسماعيل رضوان، مدير عام القطاع الزراعى بالوادى الجديد: هناك توجيهات لمضاعفة إنتاج القمح وزيادة المساحات المزروعة من خلال إطلاق مبادرة التوسع في القمح، والتي ستشمل عدة محاور منها التسهيلات والحوافز التي أعلن اللواء محمد الزملوط محافظ الوادى الجديد.

بالإضافة إلى توفير وطرح الأاصناف المتنوعة من القمح والتي تجود زراعتها في الوادى الجديد والتي تشمل أبرزها (مصر 1 وسدس 14 وجيزه 168 والقمح الفرعونى) وهى أصناف حققت نجاحا كبيرا في الأراضى الرملية من خلال تحمل ملوحة التربة والمياه ودرجات الحرارة المرتفعة فضلا عن الإنتاجية العالية للفدان الواحد.

وأشار «رضوان» إلى أن مديرتى الزراعة والرى نجحتا في تجربة زراعة محصول القمح من صنف متحمل للملوحة بواحة الداخلة، وذلك لأول مرة، موضحًا أن هذه التجربة سوف تفتح الباب أمام جميع المزارعين نحو التوسع في زراعة القمح على مياه الصرف الزراعي التي يوجد منها كميات كبيرة في البرك والمصارف الزراعية نتيجة الري بالغمر، وعدم ترشيد المياه وهذه الكميات مهدرة وغير مستغلة.

لذلك سيتم إعادة تدوير واستغلال هذه المياه مرة أخرى في زراعة هذا الصنف من محصول القمح وهناك تسهيلات كبيرة ستمنحها المحافظة للراغبين في استغلال البرك والمصارف الزراعية.

وتابع: محافظ الوادي الجديد منح تسهيلات أخرى للراغبين في زراعة القمح في الغرود الرملية التي تقع بجوار المدن والقرى، حيث قرر منح تخفيض 75% على الأسعار المتداولة لأراضي الغرود بالطرق الرئيسية، والهدف من هذا القرار هو تحقيق الاستغلال الأمثل عبر زراعتها وتثبيت الرمال ومنع زحفها باتجاه الطرق السريعة، حتى لا تمثل عائقا أمام السيارات المارة عليها، لتقليل حوادث السير بها بالإضافة إلى التوسع في زراعة القمح في المناطق التي عزف عنها المواطنين.

وأكمل: ومن ضمن الحوافز التي ستشملها المبادرة لتحفيز صغار المزارعين على زراعة محصول القمح هو إعطاء الضوء الأخضر للجمعيات الزراعية المنتشرة بالقرى والبالغ عددها 44 جمعية لاستلام القمح هذا الموسم لضمان سهولة وسرعة استلام المحصول من المزارعين بالقرى المتباعدة بدلا من تحمل مشقة وعناء نقل المحصول لمسافات متباعدة أو بيع المحصول الإستراتيجي لتجار ووسطاء القطاع الخاص.

وأشار «رضوان» إلى استلام القمح بمقار الجمعيات يخفف من تكاليف النقل التي كان يتحملها المزارعون في السنوات السابقة حتى الوصول إلى أقرب مركز تجميع وبالأخص بقرى الفرافرة وباريس المتباعدة، بالإضافة إلى العمل على سرعة توفير المبالغ المالية للمزارعين بشكل مباشر دون انتظار بجانب إرسال منشور لكل جمعية حول أسعار القمح المعلنة والمعتمدة.

تحسينات وراثية 

من جانبه قال محمد عطية، عضو الأمانة العامة لنقابة الفلاحين، نقيب الفلاحين الأسبق بالوادي الجديد: هناك طفرة كبيرة في زراعة وإنتاجية محصول القمح في الواحات وذلك بسبب الجهود المبذولة من جانب المحافظة ووزارة الزراعة من خلال تنفيذ العديد من التجارب على الأصناف التي تجود زراعتها وتطويرها وإدخال تحسينات وراثية عليها.

أيضا الحوافز الخاصة بتخفيض القيمة الإيجارية للفدان المنزرع بالقمح وتخصيص مساحات جاهزة للزراعة وتسهيلات حفر الآبار الزراعية، وكل هذه الأمور ساهمت في إحداث طفرة كبيرة على مدار الفترة الماضية وستساهم أيضا في أن تكون الوادي الجديد سلة الغذاء المصرية بما تمتلكه من إمكانيات ومساحات صحراوية شاسعة غير مستغلة صالحة للزراعة.

نقلًا عن العدد الورقي..،

الجريدة الرسمية