رئيس التحرير
عصام كامل

عام من حكم مرسي.. ميدان التحرير خلال حكم الإخوان مرتع للباعة الجائلين.. وثكنة عسكرية بمجلس الوزراء.. وشهداء مرسي يتصدرون شوارع الميدان

الرئيس محمد مرسى
الرئيس محمد مرسى

تحول ميدان التحرير رمز الثورة المصرية وقبلة ثوار يناير إلى قبلة للباعة الجائلين ولمتسولى الليل في عصر الدكتور مرسى ليضيع في عهده أجمل ذكرى للثوار وأجمع رمز يمكن أن يتباهى به هذا الجيل.


كان ميدان التحرير هو أول من استقبل الدكتور مرسى حينما جاء إليه معتلو المنصة ليقسم أمام الجميع أن ولاءه للثورة وكان اختياره ميدان التحرير من أجل معرفته جيدا بالميدان وما يمثله ولكن سرعان ما انقلب عليه هذا الميدان حينما نقض القانون والدستور وراح يتصرف بعيدا عن الميدان الذي أقسم فيه وكان هذا الميدان هو أول من وقف ضده في مليونيات الكارت الأصفر ومليونيات أخرى كان أهمها إسقاط هذا النظام.

لم يكن التغيير الذي طرأ على ميدان التحرير هو في انقلابه على الدكتور مرسى فقط بل أن هناك الكثير من التغيرات التي طرأت على الميدان كان أهمها هو زيادة عدد الباعة الجائلين الذين انتشروا بطول الميدان وعرضه وبدء من عمر مكرم في مدخل الميدان وحتى شارع طلعت الحرب مع اختفاء الخيام التي نصبت لشهور طويلة من أجل إسقاط حكم العسكر وكان البديل هو الباعة الجائلين الذي أصبح الميدان هو بيتهم وانتشرت عربات الكبدة ونصبات الشاى وتحولت صينية ميدان التحرير إلى مقهى بلدى توضع فيها الكراسى ويأتى الناس يجلسون عليها كمقهى مقتنعين أنه لا يسيتطع أحد أن يأمرهم بالرحيل بعد أن حاولت الشرطة أكثر من مرة وأعلنت أنها ستخلى الميدان ولكنه كان مجرد كلام على ورق ليس أكثر.

لم يتغير ميدان التحرير بوجود باعة جائلين فقط، وإنما كان من ضمن التغيير الذي طرأ على الميدان خلال عام هي صور الشهداء التي سقطت في عهد الإخوان المسلمين والجرافيتى في شارع محمد محمود، وبينما كان الميدان يستقبل الدكتور مرسى بصورة للشيخ عماد عفت ومينا دانيال فالميدان الآن تكسوه صور لجابر صلاح ومحمد كريستى والطفل عمر بالإضافة إلى الحسينى أبوضيف والمعتقلين كصور لزيزو عبده وأحمد دومة بشارع محمد محمود الذي يجسد معاناة الشعب المصرى وشهدائه.

وكانت الأهم هي الصورة التي كانت تجمع المشير طنطاوى ومبارك ليضاف إليها مرسى تحت عنوان اللى كلف مامتش.

على الجانب الآخر، كان لقوات الشرطة هي الأخرى تواجد قوى خلال عام من حكم دكتور مرسى حيث كانت تلك القوات متواجدة فقط أمام وزارة الداخلية وكانت الجدران العازلة لحماية الوزارة فقط وخلال عام واحد تحول محيط مجلس الوزراء والشورى إلى ثكنة عسكرية بجانب وزارة الداخلية حتى أصبح الوصول إلى مجلس الشورى يأتى عن طريق القصر العينى فقط أو من خلال فتحات في أسوار صغيرة حتى تمر منها وكانت تلك الثكنات تواجدت منذ إعلان الإعلان الدستورى ومجلس الشورى الباطل دستوريا حتى أصبح قبلة للثوار في مظاهراتهم وهو الأمر الذي جعل تلك الثكنات وتلك القوات تزداد بتلك الطريقة.

خلال عام فقد ميدان التحرير أيضا بريقه في المظاهرات حيث ظل الميدان طيلة عام ونصف منذ قيام الثورة هو قبلة الثوار سواء من الأحزاب المدنية أو الإسلامية ولكن في عهد الإخوان، أصبح للقوى الإسلامية ميادينهم في رابعة العدوية أو ميدان النهضة وتخلى الثوار عن الميدان حيث اتجهوا إلى الاتحادية والمقطم من أجل التظاهر ضد هذا الحكم وهو ما جعل الميدان فريسة لمجموعة من أطفال الشوارع يتواجدون كل جمعة من أجل التظاهر والاشتباك مع قوات الشرطة المتواجدة هناك.

أما التغيير الذي طرأ على الميدان خلال عام أيضا هو توافد السائحين عليه سواء في الفنادق التي تطل على النيل مثل سميراميس وشيبرد وغيرها من الفنادق التي أصبحت خاوية بسبب المظاهرات التي تندلع كل جمعة والاشتباكات التي تحدث في كورنيش النيل الذي تحول هو الآخر من مجلس للعشاق أمام النيل إلى ساحة للمعارك خلال عام بين قوات الشرطة وبين مجموعات من البلاك بلوك وألتراس ثورجى حيث شهد العام الماضى فقد اشتباكات بمعدل مرة واحدة في الأسبوع سقط خلالها العديد من الجانبين مصابين بسبب تلك الاشتباكات.

كان كل الحديث المقرر بعد ثورة يناير وانتخاب رئيس مدنى هو أن يكون هذا الميدان متحفا لكل دول العالم ليشاهدوا كيف غير هذا الميدان مسار مصر وقدمت اقتراحات بأن يكون هناك تماثيل للشهداء وكان من الممكن أن يكون متحفا كبيرا يجلب لمصر الأموال ويعطى المكان الذي استقبل دماء ثوار يناير قدسية من نوع خاص وكان مشروع استثمارى جيد ولكن كانت تلك كلها مجرد أمانى تخلى عنها الدكتور مرسى ليترك الميدان كما هو الحال الآن لا يمت للثورة بصلة.
الجريدة الرسمية