رئيس التحرير
عصام كامل

المعارضة الصوتية !


المعارضة فى مصر أمرها محير فعلاً، وأكاد أصدق ما يقوله البعض إنها «معارضة صوتية» بمعنى أننا نسمع «طحناً» ولا نرى «طحيناً» وأنها لا تعدو أن تكون معارضة باللسان والكلام ويغيب عنها الفعل دائماً والفعل هنا هو النضال السياسي الشريف، والنزول إلى الشارع وجذب أنصار ومنتسبين ومنتمين جدد يمكنهم منافسة بل التفوق على حزب الأغلبية الأكثر عدداً وتنظيماً..


صدقونى إن أمام المعارضة فرصة تاريخية لإثبات وجودها فى هذا الوقت بالذات الذى يشعر فيه أغلبية الشعب المصرى بأن أهل الحكم لم يفوا بوعودهم ولم يحققوا لهم أى إنجازات حقيقية على الأرض.. بل تعقدت الأمور أكثر وزادت المشاكل والمصاعب وكان بمقدور المعارضة أن تقدم رؤاها وتصوراتها الإصلاحية لحل مشاكل البلاد.. وأن تقدم البدائل فى الأشخاص والبرامج فى حال إذا ما أجريت انتخابات رئاسية مبكرة حتى يطمئن الشعب على مستقبله فما معنى أن تطالب المعارضة بانتخابات رئاسية مبكرة ولا تقدم اسم الرئيس القادم والبرنامج الذى يحمله لإدارة البلاد.

إن أكثر ما يدهشنى .. كيف يكون لدينا هذا العدد الهائل من الأحزاب بعد الثورة ثم يحظى أكثرها وجوداً وتنظيماً وهو حزب الحرية والعدالة بعضوية تصل إلى المليون أو تزيد قليلاً.. نريد أن نعرف أعداد كل حزب فى مصر وهل تتناسب أعدادها جميعاً مع تعداد مصر السكاني.

ألم يتساءل قادة هذه الأحزاب: لماذا تحجم الجماهير عن المشاركة السياسية، وترفض الانضمام للأحزاب، وأين الشباب فى برامجها وخططها.. أليس الشباب هو الذى قام بالثورة وما زال يناضل من أجل استكمال أهدافها متمثلاً فى حركة تمرد التى نزلت إلى الشوارع للتوقيع على سحب الثقة من رئيس الجمهورية والدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة.. أليس الشباب وقود التغيير وقاطرته.. أليسوا هم رهان المستقبل وحصانة الرابح..؟!

ثم أين تلك الأحزاب من عالمهم الافتراضى الذى يجذبهم ويسيطر عليهم.. فمن يملكه فقد ملك مفاتيح المستقبل؟!
المعارضة الحقيقية هى التى تتواجد فى الشارع وليس فى المقرات والمكاتب المكيفة.

E_mail:Alihashem@eltahrir.Net


الجريدة الرسمية