رئيس التحرير
عصام كامل

العائدون من ليبيا والمشروعات الصغيرة!

التفكير الإيجابي يقول إن جمع أموال وتسليمها للعائدين من ليبيا يشجع علي استمرار ظاهرة الاستسهال في جمع الأموال ومنحها لكل من يتعرضون لأزمات.. وإن الأفضل أن نضعهم علي طريق العمل من جديد.. وهذا لا يتوفر في مصر الآن إلا في تمويلات المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغير والأخيرتان تنطبق شرطها عليهم!

 

وربما سافر هؤلاء قبل تفعيل مبادرة القروض الميسرة ومبادرة المائتي مليار جنيه التي خصصت لهذا المشروع.. والذي بلغ عدد المشروعات التي أنشأت من خلالها أكثر من سبعة وسبعين ألف مشروع!

 

اقرأ ايضا: مصر والمؤامرة علي الدواء الروسي لكورونا !

 

ومن المؤكد أن كل عائد منهم يجيد مهنة من المهن أو صنعة من الصنعات المهمة التي أوجدت له مكانا في بلد آخر، وبالتالي يمكن لهذه الكفاءات أن تجد مكانها في مشروع ما وإنها كانت تبحث عن الفرصة ولم تجدها من خلال ورش أثاث أو نجارة أو حدادة أو حتي دهانات ونقاشة!

 

هؤلاء من الأفضل التحاور معهم ومعرفة أحلامهم الماضية واللاحقة وتيسر سبل حصولهم علي قروض تكفيهم ليبدأوا حياتهم من جديد.. فمن الصعب أن تتركهم الدولة وقد فقدوا مصدر دخلهم في ظروف قاسية جدا.. وخلفهم أسر وعائلات تضررت بلا شك معهم..

 

اقرأ ايضا: مصر والحرب

 

ولا وقت إلا ببحث انطباق شروط الاقتراض عليهم والتساهل في بعض الشروط واختصار الوقت ووضعهم جميعا علي مسار العمل والإنتاج وأكل العيش الشريف.. وبهذه الطريقة ننهي بالمرة قصة جمع التبرعات في مثل هذه الحالات، ويكون شعارنا هو المثل الشهير "لا تعطني سمكة.. إنما علمني كيف أصطادها"..

 

وما أحوجنا لصيادين مهرة في كل مكان يتخصصون في عشرات المهن المنتجة المفيدة لمجتمع التي تفتح بيوت وتشغل الأيدي وتسدد الضرائب وتقدم منتجا ضروريا بسعر مناسب وبالجودة المطلوبة.. لكن لا لأن نختصر الأمر في تبرعات كما لا يمكن أن نتركهم يواجهون مصيرهم بمفردهم !

 

الجريدة الرسمية