مصر والحرب!!
قال: هي مصر تقدر تدخل الحرب على أكثر من جبهة؟
قلت: اومال عاملين قاعدتين طوال عراض بمساحة تسد عين الشمس ليه؟ أنت مش عارف أن في واحدة منهم على حدودنا مع ليبيا والتانية على حدودنا الجنوبية مع البحر الأحمر؟
قال: ايوة إنما معلش يعني ده كلام متخلف جدا.. الحروب الحديثة يا عزيزي مش بالمساحات ولا بالأحجام؟ مش بالكيلو هي!
قلت: هكذا يفكر دائما هؤلاء "المستنخبين" مدعي الانتماء للنخبة.. بمسكون بتوافه الموضوعات ويبنون عليها استنتاجات ثم يصدقونها ومن كثرة دفاعهم تستقر الأمور في عقولهم حتى تصبح يقينا..
قال مقاطعا: بلاش غلط
قلت: مش غلط.. إذ كان الغرض من كلامي التأكيد على إدراك القيادة المصرية للمخاطر على أمن مصر.. وليس كلاما عن مساحات وأحجام.. لكن المساحات تعطى دلالة على حجم التسليح وتنويعاته ويعني القدرة على قيادة المعارك كاملة على أكثر من جبهة في وقت واحد، أما عن نوعية التسليح وجودته فراجع هيستريا أعداء مصر من صفقاتنا في السنوات الخمس الأخيرة من الرافال إلى الميسترال ومن إس 300 إلى الكا 52 أو الشبح الروسية كما يسمونها ومن الفريم إلى الهاربين والقادم مذهل ..
اقرأ أيضا: حفتر لم يهزم!
قال: طيب زي إيه يا أبو العريف
قلت: الدنيا كلها ستعرف عندما يتم.. فقط تذكر الأرقام 29 و 35 !
قال: إيه الألغاز دي؟
قلت: حتى لا تضيع وقتي.. مصر في أيدي مؤتمنة منذ 2014 لأننا ومنذ نصف قرن أمام قيادة لديها مشروع وأحلام.. مشروع وأحلام لشعبها بالطبع.. لا تريد أن يبقى الشعب يأكل ويشرب ويعيش ثم نقول إنه "الاستقرار"!
ثم نعتبر أن توفير الأمن إنجاز من الحاكم رغم أنها أبسط واجبات أي حاكم! إننا أمام قيادة تعرف قدر البلد الذي تحكمه وتعرف أين ينبغي أن يكون! الإدارة العشوائية لمصر انتهت.. ودولة بلا دور لم تعد موجودة.. ولا توجد دولة بلا أعداء وبلا تضحيات إلا أن كانت في غيبوبة تاريخية وربما جغرافية أيضا!!
اقرأ أيضا: قيس سعيد في خطر!
كل من ظلوا سنوات يهاجمون حرب اليمن ـ مرددين مزاعم الإخوان التي روجوها لحساب دول أخرى وتكشفت الأسرار كلها ـ هم أكثر المطالبين الآن بالتدخل في ليبيا.. هل تعرف لماذا؟
قال: لماذا إن شاء الله؟
قلت: "لأنهم أيقنوا أن أمن الدول يبدأ على بعد مئات أو آلاف الكيلومترات من حدودهم.. ويرون روسيا في سوريا لأمنها القومي وإيران في لبنان لأمنها القومي وأمريكا في الخليج لأمنها القومي.. فرق كبير بين دولة غير عدوانية ودولة لا قيمة لها وجودها كعدمه..
اقرأ أيضا: خطوات للحرب علي أردوغان!
مصر الآن ليست دولة عدوانية لكنها تعرف شروط أمنها القومي وأين يبدأ وينتهي أمن شعبها.. وشعبها نفسه لم يعد كما أرادوا له مغيب عن كل شيء.. بل ذكرت لك المثال السابق لتعرف إن الشعب أمام قيادته وليس فقط خلفها وحولها..
مصر ليست فقط قادرة على إدارة جبهتين أو أكثر بل قادرة على التفوق فيها جميعا.. هنا قيادة آخر خياراتها الحرب والقتال وأول خياراتها التدبير الجيد. والتدبير في اللغة العربية تعرف أو لا تعرف.. لكنه يعني كل شيء!