زي النهاردة.. يوم مشهود في البرلمان عام 1930
في مثل هذا اليوم 19 يونيو 1930، تولى إسماعيل صدقي باشا الحكومة بعد إقالة وزارة مصطفى النحاس باشا، من أجل التنكيل بخصومه السياسيين، ومنهم النحاس نفسه وأعوانه من الوفديين. وكان ويصا واصف في ذلك التوقيت رئيسا للمجلس في عهد وزارة النحاس (من يناير الى يونيو 1930).
ووقع خلاف دستوري بين الملك فؤاد والنحاس، وطرح هذا الخلاف في المجلس لمناقشته، ووقف النائب عباس محمود العقاد يقول بأعلى صوته: "نسحق أكبر رأس فى البلد إذا اعتدت على الدستور".
وكما نشرت جريدة “اللطائف المصورة” فى يونيو 1930 لم يمنع ويصا واصف رئيس المجلس عباس العقاد من الكلام أو يخفف من حدة كلامه أو يمنع المناقشة او ينتقل إلى جدول الأعمال كما كان المعتاد فى ذلك الوقت، وكان رد الفعل ان أقال الملك فؤاد وزارة النحاس، وكلف إسماعيل صدقي بتشكيل الحكومة الجديدة، الذي حاول ضم ويصا واصف الى صفه، لكن ويصا رفض فأصدر الملك أمرا بتعطيل الحياة البرلمانية إلى أجل غير مسمى.
وقبض على العقاد وحوكم بتهمة العيب فى الذات الملكية وحكم عليه بالحبس ستة اشهر. قامت المظاهرات فى كل مكان ودفع إسماعيل صدقي بالقوات لقمع المظاهرات وأغلق أبواب البرلمان بالسلاسل والشوارع المؤدية اليه.
وحضر مصطفى النحاس وأعوانه، وقرر اقتحام الحصار بسيارته وتكسير السلاسل وفتح أبواب البرلمان بالقوة، ثم تراجع مصطفى النحاس بحجة أن فتح البرلمان من اختصاص رئيس البرلمان ويصا واصف، وأنه وحده صاحب الحق فى ان يأمر الحراس بتكسير السلاسل وفتح الابواب.
متحدث البرلمان: ٤ رسائل من مصر للعالم بعد تحرير أبنائها بليبيا.. تعرف عليها
وبالفعل أمر ويصا واصف الحراس وتم تكسير السلاسل وفتح البرلمان ودخله ويصا واصف على رأس مظاهرة رائعة، فما كان من إسماعيل صدقي إلا أن استصدر مرسوما بحل مجلس النواب إلى أن تجرى الانتخابات، ويعود ويصا الذي لقب بـ “محطم السلاسل” إلى عمله في المحاماة إلى أن رحل بعد ذلك بعام 1931.