منتصر عمران يكتب: الإخوان وإعلامهم وسياسة "الشريك المخالف"
بادئ ذي بدء لا بد لي أن أرفع القبعة للمعارضة التركية التي اختلف معها أيديولوجيا وعقائديا ولكن إعجابي بها يكمن في مواقفها في الأزمات الخارجية التي تتعرض لها تركيا ككيان ودولة فتجدهم على الفور ينسون معارضتهم ويقفون مع نظام دولتهم حتى تمر أزمتهم... بل وصل بهم الأمر أنهم تناسوا معارضتهم للنظام وأرودغان حتى عندما تعرض لانقلاب لا يعلم أحد مدى حقيقته مع أنها فرصتهم للوصول للحكم.
فالمعارضة التركية عندها مصداقية في معارضتها ولا تريد استغلال عوامل خارجة عن الإطار القانوني والديمقراطي من أجل تحقيق هدفهم.. بل تريد أن تصل إلى هدفها في إسقاط النظام وتولى مقاليد الحكم بأخلاق الفرسان دون سياسة ازدواجية المعايير.
نأتي إلى الإخوان ومن سار على دربهم وإعلامهم فنراهم في أي أزمة يمر بها وطنهم يقفون مع نظام بلدهم وحقوق وطنهم بسياسة الشريك المخالف وكيد النساء.. فما هو جائز في حقهم وفي حق خصوم وطنهم ليس جائز لنظام وطنهم!
وبالمثال يتضح المقال ففي الانقلاب المزعوم الذي حدث في تركيا منذ سنوات عندما أقام ارودغان المحاكمات الغير العادلة والعاجلة ووصل به الأمر إلى التخلص من الصحفيين والقضاة علاوة لتشليح عناصر جيشه في الشوارع والطرقات وإمام القنوات الفضائية خرج علينا الإخوان واعلامهم بالتهليل لافعال ارودغان التي تصتدم بكل مبادئ الديمقراطية التي يتبنونها وينادون بها ضد نظام ورئيس دولتهم.. بل وصل بهم الأمر أن يمجدوا أفعال ارودغان ويوصفونها بالإبداع والقوة وان هكذا لا بد أن يكون الحاكم الديمقراطي في موقف يعتبر قمة الإعجاز في إزدواحية المعايير!!
نأتي إلى الإخوان وموقفهم وإعلامهم من الأزمات التي تعرض لها الوطن والشعب قبل النظام وهما أزمة سد النهضة والأزمة العالمية الخاصة بفيروس كورونا فتجدهم في تلك الازمتين يقفون موقف الشامت والذي يريد أن تقع بلادهم في شرور الفتن والاضطرابات وعدم الاستقرار وليس ذلك إلا من باب المكايدة السياسية
ففي أزمة كورونا وعلى الرغم من كونها أزمة عالمية وليست خاصة بمصر إلا انهم من اول وهلة وهم يسنون ألسنتهم ويستخدمون كل وسائل حروب الجيل الرابع من إشاعات وغيرها لبث الهلع والرعب في نفوس الشعب من أجل أن يخرج الشعب على النظام ورئيسه.. في موقف لم نشهد له مثيل من جميع معارضات دول العالم!!! ففي كل الدول وقفت المعارضة مع أنظمة بلادهم من أجل تمر تلك الجائحة بسلام إلا عند الإخوان فيرون في الجائحة فرصة مواتية من أجل إحداث نكاية في النظام وشماتة في الشعب الذي لفظهم!!!!
وهكذا كان حالهم مع أزمة سد النهضة.. فذهب الإخوان واعلامهم يبثون الشائعات ويثيرون نشر الخلاف مع أثيوبيا من أجل تفاقم الازمة وحتى تحدث حرب او مناوشات مع دولة أثيوبيا حتى يعيش الشعب والنظام في حالة الحرب مما يؤثر على حياة الشعب بالسلب ويؤثر على النظام بحالة عدم الاستقرار وتوقف مسيرة التنمية واابناد التي ينشدها النظام
أخيرا.. لو تتبعنا الإخوان واعلامهم مع كل الازمات التي يمر بها الوطن لوجدناهم بعيدين كل البعد عن الأخلاق والوطنية التي من المفترض أن يتحلى بها معارض شريف ولكن ماذا نقول لأناس لا يراعون إلا مصلحة تنظيمهم ومنهج الغاية تبرر الوسيلة للوصول للهدف. كما انهم أساتذة سياسة الشريك المخالف وكيد النساء وإزدواجية المعايير مع نظام ورئيس وطنهم.. وقمة النذالة بوقوفهم مع خصوم وطنهم.