نداء إلى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر
رسالة استغاثة عاجلة من طلاب كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة، إلى فضيلة الإمام الأكبر وقيادات جامعة الأزهر الشريف، حيث طالبوا بإنقاذهم واتخاذ قرار حكيم ينأى بهم ويحفظهم وأهليهم من تفشي الوباء وتفاقم البلاء ..
واقترحوا حلولاً بديلة قد تكون سديدة وتحقق أمانهم وسلامتهم، إذ يطمعون في أن يطمئنهم فضيلة الإمام الأكبر بوصول استغاثتهم ودراسة مقترحاتهم وهم على ثقة ويقين تام من حرص فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وقيادات جامعة الأزهر الشريف على سلامتهم والحفاظ على صحتهم ومستقبلهم ، وسوف نعرض في السطور التالية رسالتهم:
اقرأ ايضا: رسالة طمأنة.. من بلد الألف مئذنة
"لقد رأينا الأزهر دائماً وعلى مدى تاريخه الطويل يحتضن أبناءه وطلابه، إذا ما ألمت بهم الملمات ووقعت بهم المصائب والكوارث، ويوفر لهم الحماية والطمأنينة والأمان، كل ذلك دون صخب ولا ضجيج ولا منّ ولا أذى ، ولذا احتل الأزهر دائماً ولا يزال منزلة ومكانة في قلوب أبنائه”.
أولاً: حضراتكم تعلمون ما تمر به البلاد علي إثر هذا الوباء، فقد عم القلق بيوتنا وغمر الخوف قلوبنا على أهلنا وذوينا وأنفسنا.. ونحن نحاول ألا نكون وقوداً لانتشار هذا الوباء بحرصنا على اتباع التعليمات والإجراءات الاحترازية بعدم النزول أو الاختلاط التي أقرتها الدولة ووزارة الصحة..
وحضراتكم كما تعلمون أن الكثير منا يأتي من محافظات مختلفة.. وأن عدد المنتسبين للكلية يتعدى الآلاف من الطلاب والطالبات.. ولا شك أنه يوجد بيننا مصابون، ومنا من يعلم ومنا من لا يعلم لأن الكثير يحمل الفيروس ولا يظهر عليه أية أعراض، وهذا قد يعرض حياة غير المصابين وأسرهم للخطر..
اقرأ ايضا: حروب الجيل الرابع.. خاصية التدمير الذاتي للشعوب
ولا شك أننا سنتخالط مع بعضنا البعض سواء داخل الحرم الجامعي أو خارجه.. وقد قال الله عز وجل: "وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ".. وقال رسول الله صل الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار".
ثانياً: حضراتكم تعلمون أن الدراسة بالكلية دراسة نظرية ولا يوجد بها أي مواد أو اختبارات عملية فما الفرق بيننا وبين طلاب فرق النقل إذا تم تقييمنا من خلال مشروع بحثي أو اختبار إلكتروني كإجراء احترازي للحد من تفشي وانتشار الوباء، شأننا شأن العديد من الجامعات الأخرى.
ثالثاً: إذا قامت الجامعة بالتعقيم داخل الكلية، فماذا عن خارج الكلية وداخل المواصلات مثل القطار والمترو .. إلخ؟! فلا شك أننا سنخالط كثيراً من المصابين.. وأيضا حرصاً على المراقبين والأساتذة والعاملين داخل الكليات والكنترول، فهم أيضا بدورهم مُعرضون للعدوى والإصابة مثلنا تماماً ومثل أهالينا.
رابعاً: تعلمون حضراتكم أن الغرض من العملية التعليمية هو فهم المقرر واستيعابه والتأكد من إيصال المعلومات الصحيحة لنا من خلال التقييم .. فما المانع إذا توافرت طرق تقييم أخرى مناسبة على سبيل الاستثناء هذا العام ؟! تماشيًا مع قول الرسول صل الله عليه وسلم "يسروا ولا تعسروا".
اقرأ ايضا: خطاب مفتوح إلى شيخ الأزهر
خامساً: ماذا عن الطلاب والطالبات الذين يُقيمون داخل المدن الجامعية أثناء الدراسة والامتحانات بعد أن تحولت لأماكن حجر صحيّ؟
لذلك نطلب من سيادتكم قراراً نَابِعاَ مِن أبوة حانية ورؤية ثاقبة، ويُؤثر في حياة أسر هؤلاء الطلاب المفزوعين على أبنائهم، ليؤكد لهم أن الأزهر هو حضنهم الحاني، واليد التي تمسح دموعهم وتجبر كسرهم، وإليكم بعض المقترحات:
1- عمل مشروع بحثي على غرار طلاب فرق النقل.
2- إجراء اختبار إلكتروني بديلاً عن الاختبار الورقي.
3- تقييمنا من خلال معدل متوسط الثلاث سنوات ونصف للفرقة الرابعة.. أو الأربع والنصف للفرقة الخامسة.. من السنوات الماضية"
إلى هنا انتهت رسالة الطلاب والتي نضعها بين يدي فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر لطمأنة الطلاب وأسرهم ونسأل المولى عز وجل أن يرفع عنا الوباء والبلاء وأن يحفظ شعب مِصر العظيم.