حروب الجيل الرابع.. خاصية التدمير الذاتي للشعوب
"دع عدوك ينفذ خطتك بنفسه، بهدوء وثبات وبطء ولا تتعجل النتائج، وحين يستيقظ يجد نفسه ميتًا".. هذا بالضبط ما صرح به البروفيسور ماكس مانوارينج -الأستاذ والباحث في الاستراتيجية العسكرية الأمريكية، الذي خدم في المخابرات العسكرية الأمريكية وفي قيادة الجيش الأمريكا- في إحدى محاضراته عن أسرار هذا الجيل الرابع من الحروب، والتي يرى أن جزءًا منها يتم تنفيذه الآن على أرض الواقع في العديد من الدول العربية، ومصر عن طريق مجموعات من أهل الدولة المستهدفة ممولة أمريكيًا وغربيًا.
كما يشير البروفيسور ماكس مانوارينج إلى أنه ليس المطلوب في هذا الجيل من الحرب إسقاط الدولة العدو واختفاؤها، بل المطلوب أن تظل موجودة بكامل مواردها وقدراتها، لكن يجري اختطافها، عن طريق التحكم الفكري والسياسي بنظام الحكم فيها، ومن ثم السيطرة عليه كاملاً، بحيث تصدر القرارات والسياسات لا لتعبر عن إرادة الشعب، بل لتعبر عن إرادة الدولة المعتدية.
استخدم مصطلح "حروب الجيل الرابع" لأول مرة في العام في عام 1989، من قِبل فريق من المحللين الأمريكيين، من بينهم المحلل الأمريكي ويليام ستِرگِس ليند –الخبير الأمريكي في الشئون العسكرية- لوصف الحروب التي تعتمد على مبدأ "اللا مركزية"، وهو استيراتيجية جديدة للحروب بدون مواجهات عسكرية، استحدثتها الدول الغربية وبالأخص الولايات المتحدة لمحاربة الدول التي تمثل تهديدًا لها، تستهدف إفشال الدولة دون أن تشعر، من خلال زعزعة الاستقرار بها في أحد قطاعي الدولة الرئيسيين: المدني أو العسكري، ومن ثم فرض واقع جديد يحقق مصالح الدولة المعتدية.
لذا وجب على شعب مصر الانتباه لما يتم تنفيذه الآن بهدوء وبطء، لسد ثغرات نفاذ هذه المخططات إلينا، والحرص دائمًا على الوحدة بين الشعب، حتى نهزم أعداءنا في هذه الحرب الشرسة ذات الشكل الجديد والمنطق الغريب.
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها.